الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أريت كأني أنزع بدلو بكرة على قليب

          1283- الرَّابع والأربعون: عن سالمٍ _من رواية ابنه أبي بكرٍ عنه_ عن ابن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «أُريتُ كأنِّي أَنزِع بدلوِ بَكْرَةٍ(1) على قَليبٍ(2)، / فجاء أبو بكرٍ فنزَع(3) ذَنوباً(4) أو ذَنوبَين نزعاً ضعيفاً والله يغفرُ له، ثمَّ جاء عمرُ فاسْتَقى فاستحالتْ غَرباً(5)، فلم أرَ عَبقريَّاً(6) من النَّاس يَفري فَريَّهُ(7)، حتَّى رَوِيَ النَّاس وضَربوا بِعَطَنٍ». [خ¦3682]
          وأخرجاه من حديث موسى بن عُقبةَ عن سالمٍ عن أبيه عن رؤيا النَّبيِّ صلعم في أبي بكرٍ وعمرَ قال: «رأيت النَّاس اجتمعوا، فقام أبو بكرٍ فنزع ذَنوباً أو ذَنوبين، وفي نَزْعِه ضَعْفٌ...». ثمَّ ذكَر نحوَه. [خ¦7020]
          وفي رواية المغيرةِ عن موسى: «رأيت النَّاس مجتمعينَ في صعيدٍ(8)، فقام أبو / بكرٍ...». ثمَّ ذكَرَه. [خ¦3634]
          وأخرجاه من حديث أبي بكر بن سالمٍ عن أبيه عن ابن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «أُريتُ كأنِّي أنزِع بدلوِ بَكرةٍ على قَليبٍ، فجاء أبو بكرٍ فنزَع ذَنوباً أو ذَنوبيين نَزْعاً ضعيفاً...». ثمَّ ذكره.
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث صخر بن جُويريَةَ عن نافع عن ابن عمرَ قال: قال رسول الله صلعم: «بينا أنا على بئرٍ أنزِعُ منها إذ جاءني أبو بكرٍ وعمرُ، فأخذ أبو بكرٍ الدَّلو، فنزع ذَنوباً أو ذَنوبين، فغفَر الله له، ثمَّ أخذها ابن الخطَّاب من يد أبي بكرٍ فاستحالت في يده غَرباً...». ثمَّ ذكره. [خ¦3676]


[1] أنزِعُ بدَلوِ بكْرةٍ: أي أستقي بالدَّلوِ باليد على البَكْرة.
[2] القَليب: البئر قبل أن تُطوى، فإذا طوى القليب فهو طَويٌّ، والقليبُ مذكَّر، والبئرُ مؤنَّثة.
[3] فجاء أبو بكرٍ فنزَع: أي استقى.
[4] الذَّنوب: الدَّلوُ العظيمة.
[5] فاستحالتْ غَرباً: أي؛ تحوَّلت ورجعَت إلى الكِبَر، والغرْبُ: الدَّلوُ العظيمة، قال أبو بكر الأنباريُّ: هذا مثَلٌ، أي: إن عمرَ لما أخذ الدَّلو عظُمت في يده؛ لأن الفُتوح كانت على عهد عمرَ أكثرَ مما كانت في أيام أبي بكرٍ، ومعنى استحالت: انقلبت من الصِّغَر إلى الكِبَر، والغَرْب: بإسكان الراء الدَّلوُ العظيمة كما قلنا، فإذا فتحت الرَّاء فهو الماء السَّائلُ بين البئر والحوض.
[6] العبقريُّ: سيِّد القوم وكبيرهم وقيُّومهم، قال ابن الأنباري: إن عبقَر قريةٌ يسكنها الجن، وكل فائق جليل يُنسب إليها، ومن ذلك العبقريُّ في القرآن، قيل: هو الدّيباج، وقال الفرَّاء: هي الطنافس الحِسان، وقال أبو عُبيدة: البُسُط كلّها يقال لها عبقريٌّ، وهذا على وجه الاستحسان والمدح بالحُسن.
[7] يَفري فَريَّهُ: أي؛ يعمل عملَه، ويفري: يقطع، وفريُّه: قَطعُه، والعرب تقول: تركته يفري الفريَّ؛ إذا عمل العمل فأجاده وعجَّله؛ تعظيماً لإحسانه.
[8] الصَّعيد: المنفسِح في الأرض المستوي هاهنا، والصَّعيدُ التُّراب، والصَّعيد وجهُ الأرض.