الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أخبروني بشجرة تشبه أو كالرجل المسلم لا

          1340- الأول بعد المئة: عن عُبيد الله عن نافعٍ عن ابن عمرَ قال: كنَّا عند رسول الله صلعم فقال: «أخبِروني بشجرةٍ تُشبهُ أو كالرَّجلِ المسلمِ لا يَتَحاتُّ ورقُها، ولا ولا ولا، تُؤتي أُكْلَها كلَّ حينٍ.
          قال ابن عمرَ: فوقَع في نفسي أنَّها النَّخلةُ، ورأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ لا يتكلَّمانِ، فكرِهتُ أن أتكلَّمَ، فلمَّا لم يقولوا شيئاً قال رسولُ الله صلعم: هيَ النَّخلةُ.
          فلمَّا قُمْنا قلت لعمرَ: يا أبتاه؛ والله لقد وقَع في نفسي أنَّها النَّخلةُ، فقال: ما منعكَ أنْ تتكلَّمَ؟ قال: لم أرَكُم تَكَلَّمونَ فكرهتُ أنْ أتكلَّمَ أو أقولَ شيئاً، فقال / عمر: لَأَن تكونَ قُلْتَها أحبُّ إليَّ من كذا وكذا». [خ¦4698]
          وأخرجاه من حديث إسماعيلَ بن جعفرٍ عن عبد الله بن دينارٍ عن ابن عمرَ قال: قال رسولُ الله صلعم: «إنَّ من الشَّجر(1) شجرةً لا يسقطُ ورقُها، وإنَّها مَثَلُ المسلمِ، فحدِّثوني ما هي؟ فوقَع النَّاسُ في شجرِ البوادي، قال عبد الله: ووقَع في نفسي أنَّها النَّخلةُ فاستحييتُ، ثمَّ قالوا: حدِّثنا ما هيَ يا رسولَ الله؟ قال: هيَ النَّخلةُ». [خ¦61]
          وأخرجاه من حديثِ مجاهِد بنِ جبرٍ عن ابن عمرَ قال: «بينا نحنُ عند النَّبيِّ صلعم جلوسٌ، إذ أُتيَ بجُمَّارِ نخلةٍ(2)، فقال النَّبيُّ صلعم: إنَّ من الشَّجرِ لها(3) بركةٌ كبركةِ المسلمِ، فظننتُ أنَّه يعني النَّخلةَ، فأردتُ أن أقول: هي النَّخلةُ، ثمَّ التفتُّ فإذا أنا عاشرُ عشرةٍ أنا أَحدَثُهم فسكتُّ، فقال النَّبيُّ صلعم: هي النَّخلةُ». / [خ¦2209]
          وفي حديث ابنِ أبي نَجيحٍ عن مجاهدٍ قال: صحِبتُ ابنَ عمرَ إلى المدينة، فما سمعتُه يحدِّثُ عن رسولِ الله صلعم إلَّا حديثاً واحداً، قال: «كنَّا عند النَّبيِّ صلعم، فأُتِيَ بِجُمَّارٍ...» فذكَر نحوَه. [خ¦72]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث حفصِ بن عاصمٍ ومحاربِ بنِ دِثارٍ عن ابن عمرَ قال: قال النَّبيُّ صلعم: «مَثَلُ المؤمنِ كمَثلِ شجرةٍ خضراءَ لا يسقطُ ورقُها ولا يَتَحاتُّ.
          فقال القوم: هي شجرةُ كذا، هي شجرةُ كذا، فأردتُ أن أقولَ: هي النَّخلةُ، وأنا غلامٌ شابٌّ فاستحيَيتُ، فقال: هيَ النَّخلةُ».
          زاد في حديث حفصِ بن عاصمٍ: فحدَّثتُ به عمرَ فقال: لو كنتَ قُلتَها لكانَ أحبَّ إليَّ من كذا وكذا. [خ¦6122]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث مالكٍ عن عبد الله بن دينارٍ عن ابن عمرَ كذلك، وذكر الزِّيادةَ بنحوِه، ومن حديث سليمانَ بن بلالٍ عن عبد الله بن دينارٍ عن ابن عمرَ بنحوِه، دونَ الزِّيادةِ. [خ¦131]


[1] في (ابن الصلاح): (من الشجرة) واستشكله، وما أثبتناه موافق لنسختنا من رواية البخاري ومسلم.
[2] الجمَّار: شحْمَة النَّخل.
[3] استُشكِل هذا في (ابن الصلاح)، وفي نسختنا من رواية البخاري «الشجر لما»، قال القاضي في «المشارق» 1/704: كذا لأكثرهم، وهو أصح في المعنى، وكلاهما متقارب، وفي بعض الروايات عن ابن السكن «إن من الشجرة شجرة لها» وبهذه الزيادة تستقيم هذه الرواية.وفي (ق): (الشجر شجرة لها).