الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: رأيت رسول الله إذا أعجله السير في

          1279- الأربعون: عن الزُّهريِّ عن سالمٍ عن أبيه قال: «رأيتُ رسولَ الله صلعم إذا أعْجَلَه السَّيرُ في السَّفر يؤخِّر المغربَ حتَّى يَجمَعَ بينها وبين العِشاء».
          قال سالمٌ: وكان عبد الله يفعلُه إذا أعجَلَه السَّيرُ. [خ¦1091]
          قال البُخاريُّ: وزاد اللَّيثُ: حدَّثني يونُسُ عن ابن شهابٍ: قال سالمٌ: كان / ابن عمرَ يجمَع بين المغربِ والعشاءِ بالمزدلِفَةِ.
          قال سالمٌ: وأخَّر ابن عمرَ المغربَ، وكان استُصْرِخَ(1) على امرأتِه صفيَّةَ بنتِ أبي عُبيدٍ، فقلت له: الصَّلاةَُ، فقال: سِرْ، فقلت: الصَّلاةَُ، فقال: سِرْ، حتَّى سار ميلَينِ أو ثلاثةً، ثمَّ نزَل فصلَّى، ثمَّ قال: «هكذا رأيتُ النَّبيَّ صلعم يصلِّي إذا أعجَلَهُ السَّيرُ».
          وقال عبد الله: «رأيتُ النَّبيَّ صلعم إذا أعجَلَهُ السَّير يقيمُ المغربَ فيصلِّيها ثلاثاً ثمَّ يسلِّم، ثمَّ قلَّما يلبثُ حتَّى يقيمَ العشاءَ، فيصلِّيها رَكعتَين ثمَّ يسلِّم، ولا يسبِّح بعد العِشاء حتَّى يقومَ من جَوف اللَّيل». [خ¦1092]
          هكذا في زيادة اللَّيث، وفي رواية شُعيبٍ عن الزُّهريِّ: أنَّ ذلك عن فعلِ ابن عمرَ من قول الرَّاوي، ثمَّ قَلَّ ما يلبثُ. لم يُسنِده. [خ¦1109]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث أسلمَ مولى عمرَ قال: كنتُ مع عبد الله بن عمرَ بطريقِ مكَّةَ، فبلَغَه عن صفيَّةَ بنت أبي عُبيدٍ شدَّةُ وجَعٍ، فأسرَع السَّيرَ حتَّى كان بعد غروب الشَّفَق(2)، ثمَّ نزَل فصلَّى المغربَ والعَتَمةَ، وجمع بينهما، وقال: «إنِّي رأيتُ النَّبيَّ صلعم إذا جَدَّ به السَّيرُ أخَّر المغربَ وجمع بينهما». [خ¦1805]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديث عُبيد الله عن نافعٍ: أنَّ ابن عمرَ كان إذا جَدَّ به / السَّيرُ جمع بين المغربِ والعشاء بعد أن يغيبَ الشَّفقُ، ويقول: «إنَّ رسولَ الله صلعم كان إذا جَدَّ به السَّيرُ جمع بين المغرب والعشاءِ».
          ومن حديث مالكٍ عن نافعٍ عن ابن عمرَ قال: «كان رسول الله صلعم إذا عَجِلَ به السَّيرُ جمع بين المغربِ والعشاءِ».


[1] الصُّراخ: الصَّوت، واستُصرِخ أي: استُغيثَ به ليكون عوناً على ما استغيث به فيه، وقد يكون الصَّريخ: المغيثُ والمستغيثُ، فأما المصرِخ فالمغيثُ لا غير، قال تعالى: {مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم:22] .
[2] الشَّفق: الحمرة التي تُرى في المغرب عند غروب الشمس، وتتمادى إلى أول وقت العشاء الآخرة، كذا قال جماعة من المفسِّرين وأهل اللغة.