الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل

          1317- الثَّامن والسَّبعون: عن عُبيد الله عن نافعٍ أنَّ عبدَ الله بنَ عبدِ الله وسالمَ بنَ عبدِ الله كَلَّمَا عبدَ الله حينَ نزَل الحَجَّاجُ لقتال ابن الزُّبير قالا: لا يضرُّك ألَّا تحُجَّ العامَ، فإنَّا نخشى أن يكونَ بين النَّاس قتالٌ يُحال بينَك وبينَ البيت، قال: «إنْ حيلَ بيني وبينَه فعلتُ كما فعل رسولُ الله صلعم وأنا معه حين حالَت / قريشٌ بينه وبينَ البيت، أُشهِدكم أنِّي قد أوجبتُ عُمرةً، فانطلَق حتَّى أتى ذا الحُليفة، فلبَّى بالعُمرة، ثمَّ قال: إن خُلِّيَ سبيلي قضيتُ عُمرتي، وإن حيلَ بيني وبينه فعلتُ كما فعلَ رسولُ الله صلعم، ثمَّ تلا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]، ثمَّ سار حتَّى إذا كان بظَهر البَيداء قال: ما أمرُهما إلَّا واحدٌ، إن حيلَ بيني وبين العُمرة حيلَ بيني وبين الحجِّ، أُشهِدُكُم أنِّي قد أوجبتُ حَجَّةً مع عُمرتي، فانطلق حتَّى ابتاع بقُدَيدٍ هَدياً، ثمَّ طاف لهما طوافاً واحداً». [خ¦4184]
          وفي آخر حديثِ عبد الله بن نُميرٍ عن عُبيد الله عن نافعٍ: أنَّ ابنَ عمرَ كان يقول: مَن جَمع بين الحجِّ والعُمرة كفاه طوافٌ واحدٌ، ولم يَحِلَّ حتَّى يَحِلَّ منهما جميعاً.
          وأخرجاه من حديث أيُّوبَ عن نافعٍ قال: قال عبد الله بن عبدِ الله لأبيه: أَقِم، فإنِّي لا آمنُ أنْ سَتُصَدَّ عن البيتِ(1)، قال: إذن أفعل كما فعلَ رسول الله صلعم، قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]، ثمَّ ذكَر إيجابَه العمرةَ، ثمَّ الحجَّ بعدها، وفيه: ثمَّ قدم فطاف لهما طوافاً واحداً، ولم يَحِلَّ حتَّى حلَّ منهما جميعاً. [خ¦1639]
          وأخرجاه من حديث اللَّيث بن سعدٍ عن نافعٍ عن ابن عمرَ بنَحوِ ذلك، وفيه: وأهدى هَدياً اشتراه بقُدَيدٍ، ثمَّ انطلق يُهِلُّ بهما جميعاً، حتَّى قدِم مكَّة فطاف بالبيتِ وبالصفا والمروةِ، ولم يزد على ذلك، ولم ينحرْ ولم يحلِقْ ولم يقصِّرْ، / ولم يحلِلْ من شيءٍ حرُم عليه حتَّى كان يومُ النَّحر فنحر وحلَق، ورأى أنَّه قد قضى طوافَ الحجِّ والعُمرة بطوافه الأوَّل، وقال ابن عمرَ: «كذلك فعل رسولُ الله صلعم». [خ¦1640]
          وأخرجاه من حديث مالك بن أنسٍ عن نافعٍ عن ابن عمرَ نحوَه، وقال في آخره: وطافَ لهما طوافاً واحداً، ورأى أنَّ ذلك مجزِئٌ عنه وأهدى. [خ¦1806]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث الزُّهريِّ عن سالمٍ قال: كان عبد الله بن عمرَ يقول: أليسَ حسبَكم سنَّةُ رسولِ الله صلعم، «إن حُبسَ أحدُكم عن الحجِّ طاف بالبيت وبالصَّفا والمروةِ، ثمَّ حلَّ من كلِّ شيءٍ حتَّى يحجَّ عاماً قابلاً، فيُهدي أو يصومُ إن لم يجِدْ هَدياً». [خ¦1810]
          وأخرَجه أيضاً من حديث جُويريَةَ عن نافعٍ عن عُبيد الله وسالم ابني عبد الله بن عمرَ، بنحوه. [خ¦1807]
          وفي رواية موسى بن إسماعيلَ عن جُويريَةَ: (أنَّ ابني عبدِ الله قالا له: لو أقمتَ)، ولم يسمِّهما، وفي روايةٍ عنه: (أنَّ بعضَ بني عبدِ الله قال له) بنحوه. [خ¦1808]
          وأخرَجه أيضاً من حديث موسى بن عُقبةَ عن نافعٍ قال: أراد ابن عمرَ الحجَّ عامَ حجَّةِ الحَروريَّةِ في عهد ابن الزُّبير، فقيل له: إنَّ النَّاسَ كائنٌ بينهم قتالٌ، ونخاف أن يصدُّوك، فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]، إذن أصنعُ كما صنَع؛ «أشهدُكم أنِّي قد أوجبتُ عُمرةً، حتَّى كان بظاهر البَيداء، قال: / ما شأن الحجِّ والعمرة إلَّا واحدٌ، أشهدكم أنِّي قد جمعتُ حَجَّةً مع عُمرةٍ، وأهدى هَدياً مقلَّداً اشتراه، حتَّى قدِم فطاف بالبيت وبالصَّفا، ولم يزدْ على ذلك، ولم يَحْلِلْ من شيءٍ حرُم منه حتَّى يومِ النَّحر، فحلَق ونحَر، ورأى أنْ قد قضى طوافَ الحجِّ والعمرة بطوافه الأوَّل، ثمَّ قال: كذلك صنعَ النَّبيُّ صلعم». [خ¦1708]
          وأخرَجه أيضاً من حديث عمرَ بن محمَّد العُمريِّ عن نافعٍ أنَّ عبدَ الله وسالماً كلَّما ابن عمرَ فقال: «خرجْنا مع رسول الله صلعم مُعتمرين، فحالَ كفَّارُ قريشٍ دون البيتِ، فنحَر رسولُ الله صلعم وحلَق رأسَه». لم يزدْ. [خ¦1812]


[1] صُدَّ عن البيت: إذا مُنِع من الوُصول إليه.