الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما تجدون في التوراة في شأن الرجم

          1366- السَّابع والعشرونَ بعد المئة: عن مالكٍ عن نافعٍ عن ابن عمرَ أنَّه قال: «إنَّ اليهودَ جاءوا إلى رسولِ الله صلعم فذكروا له أنَّ امرأةً منهم ورجلاً زنَيا، فقال لهم رسولُ الله صلعم: ما تَجِدون في التَّوراةِ في شأنِ الرَّجمِ؟ فقالوا: نفضَحُهم ويُجلَدون، قال عبدُ الله بن سَلامٍ: كذبتُم، إنَّ فيها الرَّجمَ، فأَتَوا بالتَّوراةِ فنَشَروها، فوضَع أحدُهم يده على آية الرَّجمِ، فقرأ ما قبلَها وما بعدَها، فقال له عبدُ الله بن سَلامٍ: ارفع يدَك، فرفَع يدَه فإذا فيها آيةُ الرَّجمِ، فقالوا: صدَق يا محمَّدُ؛ فيها آيةُ الرَّجمِ، فأمَر بهما النَّبيُّ صلعم فرُجِما، قال: فرأيتُ الرَّجل يَجنَأ(1) على المرأة يَقيها الحِجارةَ». [خ¦3635]
          وأخرجاه من حديث أيُّوبَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ قال: «أُتيَ النَّبيُّ صلعم برجلٍ وامرأةٍ من اليهودِ وقد زنَيا، فقال لليهودِ: ما تصنَعون بهما؟ قالوا: نسخِّم وجوهَهما ونُخزيهِما، قال: فَأْتُوا بالتَّوراةِ فاتلوها إن كنتُم صادقين، فجاءوا بها، / فقالوا لرجلٍ ممَّن يرضَون أعورُ: اقرأ، فقرَأ حتَّى انتهى إلى موضعٍ منها فوضَع يدَه عليه، قال: ارفَعْ يدَك فرفَع فإذا آيةُ الرَّجمِ تلوحُ، فقال: يا محمَّدُ؛ إنَّ فيها الرَّجمَ، ولكنَّا نتَكاتَمُه بينَنا، فأمَر بهما فرُجِما، فرأيتُه يُجانِئ». [خ¦7543]
          وأخرجاه من حديث موسى بن عُقبةَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: «أنَّ اليهودَ جاءوا إلى النَّبيِّ صلعم برجلٍ وامرأةٍ زنَيا فرُجِما قريباً من موضِع الجنائز قُربَ المسجِد». كذا عند البخاريِّ.
          وقال مسلمٌ نحوَ حديث عُبيد الله بن عمرَ. [خ¦1329]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث سُليمانَ بن بلالٍ عن عبد الله بن دينارٍ عن ابن عمرَ قال: «أُتيَ رسولُ الله صلعم بيهوديٍّ ويهوديَّةٍ قد أَحْدَثا جميعاً، فقال لهم: ما تجِدون في كتابِكم؟ فقالوا: إنَّ أحبارَنا أحدثوا تحميمَ الوجهِ والتَّجبيةَ.
          قال عبدُ الله بن سَلامٍ: ادعُهم يا رسولَ الله بالتَّوراةِ، فأُتيَ بها، فوضَع أحدُهم يده على آية الرَّجمِ، وجعَل يقرأ ما قبلَها وما بعدَها، فقال له ابنُ سَلامٍ: ارفَع يدك، فإذا آيةُ الرَّجم تحتَ يدِه، فأمَر بهما رسولُ الله صلعم فرُجِما.
          قال ابن عمرَ: فرُجِما عندَ البَلاط، فرأيتُ اليهوديَّ أجنَأَ عليها». [خ¦6819]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديث عُبيد الله عن نافعٍ عن عبد الله بن عمرَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم أُتيَ بيهوديٍّ ويهوديَّةٍ قد زنَيا، فانطلَق رسولُ الله صلعم حتَّى جاءَ يهودَ، فقال: ما تجِدون في التَّوراةِ على من زَنا؟ قالوا: نسوِّدُ وجوهَهما ونحمِّمُهما ونخالفُ بين وجوهِهِما، ويُطافُ بهما، قال: فأْتوا بالتَّوراةِ إن كنتُم صادِقِين، فجاؤوا بها فقرؤوها، حتَّى إذا مرُّوا بآيةِ الرَّجمِ وضَع الفتى الَّذي يقرَأُ / يدَه على آية الرَّجمِ، وقرأ ما بين يدَيها وما وراءَها، فقال عبدُ الله بنُ سَلامٍ وهو مع رسولِ الله صلعم: مُرْه فلْيرفَعْ يدَه، فرفَعها فإذا تحتَها آيةُ الرَّجم، فأمَرَ بهما رسولُ الله صلعم فرجَمَهما.
          قال عبد الله بن عمرَ: كنت فيمن رجَمَهما، فلقد رأيتُه يقيها من الحِجارةِ بنفسِه».


[1] في (ابن الصلاح) (يحنأ)، وأشار في الهامش إلى ما أثبتناه، وصوَّبه القاضي في «المشارق» 1/304 بعد أن حكى الخلاف.والجَنَأ: الاحديدابُ، وتجانأَت عليه؛ أي: عطَفت، وأجنى يجني أكبَّ، وكان الرجل يجني عليها: أي يُكِبُّ عليها، وقد روي «تجانأ عليها» أي: يقيها الحجارة بنفسه.(ابن الصلاح).