الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أعطى رسول الله خيبر بشطر ما يخرج

          1305- السَّادسُ والسِّتُّون: عن عُبيدِ الله عن نافعٍ عن ابن عمرَ قال: «أعطى رسولُ الله صلعم خَيبرَ بشَطرِ ما يخرجُ منها من تمرٍ أو زرعٍ، فكان يُعطي أزواجَه كلَّ سَنَةٍ مئةَ وَسْقٍ(1)، ثمانين وَسْقاً من تَمرٍ، وعشرينَ وَسْقاً من شَعيرٍ، فلمَّا وَلِيَ عمرُ قَسَمَ خيبرَ؛ خيَّرَ أزواجَ النَّبيِّ أن يقطعَ لهنَّ الأرضَ والماء، أو يضمن لهنَّ الأوساقَ في كلِّ عامٍ، فاختلفْن، فمنهنَّ من اختار الأرضَ والماء، ومنهنَّ من اختار الأوساقَ كلَّ عامٍ، فكانت عائشةُ وحفصةُ ممَّن اختارتا الأرضَ والماءَ». [خ¦2328]
          وأخرج البخاريُّ طَرفاً منه من حديث جُويريَةَ بن أسماءَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم أعطى خَيبرَ اليهودَ أن يعملوها ويزرعوها، ولهم شطرُ ما يخرُجُ منها». [خ¦2285]
          زاد أبو مسعودٍ: وأنَّ رافعاً حدَّثَ «أنَّ النَّبيَّ صلعم نهى عن كِراء المَزارِع»، ولم أجدْه مِن روايةِ جُويريَةَ حيثُ ذُكِرَ. [خ¦2286]
          وأَخرجا جميعاً من حديث موسى بن عُقبةَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: «أنَّ عمرَ أجلى اليهودَ والنَّصارى من أرض الحِجاز، وأنَّ رسولَ الله صلعم لَمَّا ظَهرَ على خَيبرَ أراد إخراجَ اليهودِ منها، وكانتِ الأرضُ لَمَّا ظَهَرَ عليها لله ولرسوله صلعم وللمسلمين، فأراد إخراجَ اليهودِ منها، فسألَتِ اليهودُ رسولَ الله صلعم أن / يُقِرَّهم بها، على أن يَكْفُوا العملَ ولهم نصفُ الثَّمر، فقال لهم رسول الله صلعم: نُقِرُّكُم بِهَا على ذلك ما شِئنا. فَقَرُّوا بها حتَّى أجلاهُم(2) عمرُ في إمارته إلى تَيماءَ وأَريحاءَ». [خ¦2338]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديث أسامةَ بن زيدِ اللَّيثيِّ عن نافعٍ عن ابن عمرَ قال: «لَمَّا افتُتِحَت خَيبرُ سألَتْ يهودُ رسولَ الله صلعم أن يُقِرَّهم فيها على أنْ يعملوا على نصفِ ما خرَج منها من الثَّمرِ والزَّرْعِ، فقال رسول الله صلعم: أُقِرُّكُم فيها على ذلك ما شِئْنا.
          قال: وكان الثَّمرُ يُقْسَمُ على السُّهمانِ من نِصْفِ خَيبرَ، فيَأخذُ رسولُ الله صلعم الخُمْسَ».
          ومن حديث محمَّدِ بن عبد الرَّحمنِ بن غَنَجٍ عن نافعٍ عن ابن عمرَ عن رسول الله صلعم: «أنَّه دَفَعَ إلى يهودِ خَيبرَ نخلَ خيبرَ وأرضَها، على أن يَعْتمِلوها من أموالِهم، ولرسول الله صلعم شَطرُ ثَمرِهَا». لم يزد.


[1] الوَسْق من المكاييل: سِتون صاعاً، وجمعه أوسُق وأوساق.
[2] أجليت القوم عن منازلهم إذا أخرَجتهم منها وطرَدتهم عنها.