الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من كان منكم أهدى فإنه لا يحل من

          1253- الرَّابع عشر: عن الزُّهريِّ عن سالمٍ عن أبيه عن ابنِ عمرَ قال: «تمتَّعَ رسولُ الله صلعم في حَجَّة الوَداعِ بالعمرةِ إلى الحجِّ، وأهدى، فسَاقَ معَه الهديَ من ذي الحُليفةِ، وبدأ رسولُ الله صلعم فأهلَّ بالعمرةِ، ثمَّ أهلَّ بالحجِّ، وتمتَّع النَّاسُ مع رسول الله صلعم بالعمرةِ إلى الحجِّ، فكان من النَّاسِ من أهدى فسَاقَ الهديَ، ومنهم مَن لم يُهْدِ.
          فلمَّا قدِم رسولُ الله صلعم مكَّةَ قال للنَّاس: مَن كان منكم أهدى فإنَّه لا يَحِلُّ منْ شيءٍ حرُم منه حتَّى يقضيَ حَجَّه، ومَن لم يكنْ منكم أهدى فلْيَطُف بالبيتِ وبالصَّفا والمروةِ، ولْيقصِّر ولْيَحْلِل، ثمَّ لْيُهِلَّ بالحجِّ وليُهْدِ، فمَن لم يجدْ هدياً فليَصُمْ ثلاثةَ أيَّامٍ في الحجِّ وسبعةً إذا رجَع إلى أهله.
          وطاف رسولُ الله صلعم حين قدِم مكَّةَ، فاستلَم الرُّكنَ أوَّلَ شيءٍ، ثمَّ خَبَّ ثلاثةَ أطوافٍ من السَّبعِ، ومشى أربعةَ أطوافٍ، ثمَّ ركَع حين قضى طوافَه بالبيتِ عند المقامِ رَكعتَين، ثمَّ سلَّم فانصرَف فأتى الصَّفا، فطاف بالصَّفا والمروةِ سبعةَ أطوافٍ، ثمَّ لم يَحْلِلْ من شيءٍ حَرُم منه حتَّى قضى حَجَّه ونَحرَ هَدْيَهُ يومَ النَّحر، وأفاضَ(1) فطاف بالبيتِ، ثمَّ حلَّ من كلِّ شيءٍ حرُم منه، وفعَل مثل ما فعَل(2) رسولُ الله صلعم مَن أهدى فسَاقَ الهديَ من النَّاس». / [خ¦1691]
          وعن عروةَ عن عائشةَ بمثلِ حديثِ سالمٍ عن أبيه.
          وأخرجا من حديثِ بكرِ بن عبد الله المُزَنِيِّ عن أنسٍ قال: «سمعتُ النَّبيَّ صلعم يلبِّي بالحجِّ والعمرةِ جميعاً، قال بكر: فحدَّثتُ بذلك ابنَ عمرَ فقال: لبَّى بالحجِّ وحدَه، فلقيتُ أنساً فحدَّثتُه، فقال أنس: ما يَعُدُّونا إلَّا صِبياناً! سمعتُ رسول الله صلعم يقول: لبَّيكَ عُمرةً وحجَّاً». [خ¦4354]
          وأخرج مسلمٌ من حديثِ عُبيد الله عن نافعٍ عن ابنِ عمرَ قال: «أهلَلْنا مع رسولِ الله صلعم بالحجِّ مفرَداً».
          وفي روايةِ عبد الله بن عَونٍ عن عبَّاد بن عبَّادٍ عن عُبيد الله: «أنَّ رسولَ الله صلعم أهَلَّ بالحجِّ مفرَداً».


[1] أفاضَ النَّاسُ من عرفةَ إذا رجَعُوا.
[2] في (ابن الصلاح): (مثلَ فعلِ)، وما أثبتناه من (ق) موافق لنسختنا من البخاري ومسلم.