إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: عاتبني أبو بكر وجعل يطعنني بيده في خاصرتي

          5250- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَالِكٌ) هو ابنُ أنس الإمام الأعظمُ (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ) القاسم بن محمَّد بن أبي بكرٍ التَّيميِّ (عَنْ عَائِشَةَ) ♦ أنَّها (قَالَتْ / : عَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ) أي: في قصَّة ضياعِ العقدِ وحبس النَّاسِ، وليسوا على ماءٍ، وليس معهم ماء (وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي) بضم العين (بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي) فأدَّبها بالقول والفعل؛ ولذا قالت(1): أبو بكر، ولم تقل: أبِي لأنَّ منزلة الأبوَّةِ تقتضي الحنوَّ (فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللهِ صلعم وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي).
          وهذا الحديث مطابقٌ للجزء الثَّاني من التَّرجمة على ما لا يخفى، ولم يذكر حديثًا يناسب الجزء الأول، فقال في «الفتح»: إنَّ الَّذي(2) يظهر أنَّهُ أخلى بياضًا ليكتب فيه ما يناسبه. قال: وقد وقعَ في قصَّة أبي طلحةَ وأمِّ سليمٍ عند موت ولدهما(3) وكتمها ذلك عنه حتَّى تعشَّى وبات معها، فأخبرتْه بذلك، فأخبر بذلك أبو طلحة النَّبيَّ صلعم ، فقال: «أعرَّستُم اللَّيلة؟» قال: نعم.
          وسيأتي إن شاء الله تعالى في أوائل «العقيقة» [خ¦5470] بعون الله وقوَّته.


[1] في (ب): «قلت».
[2] في (د): «والذي».
[3] في (د) و(م): «ولدها».