إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إنا قافلون إن شاء الله

          7480- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنَديُّ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ) سفيان (عَنْ عَمْرٍو) بفتح العين، ابن دينارٍ (عَنْ أَبِي العَبَّاسِ) السَّائب بن فرَّوخ، الشَّاعر المكِّيِّ الأعمى (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ) بن الخطَّاب ☺ ، وفي رواية أبي ذرٍّ عن غير الحَمُّويي والمُستملي: ”عن عبد الله بن عَمْرٍو“ بفتح العين وسكون الميم، أي: ابن العاص، وصوَّب الأوَّل الدَّارقطنيُّ وغيره أنَّه (قَالَ: حَاصَرَ النَّبِيُّ صلعم أَهْلَ الطَّائِفِ) ثمانية عشر يومًا (فَلَمْ يَفْتَحْهَا) وفي «المغازي» [خ¦4325] «فلم يَنَلْ منهم شيئًا» (فَقَالَ: إِنَّا قَافِلُونَ) أي: راجعون إلى المدينة (إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقَالَ المُسْلِمُونَ: نَقْفُلُ) بضمِّ الفاء بعد سكون القاف، أي: نرجع (وَلَمْ نَفْتَحْ) حصنهم؟ (قَالَ) صلعم : (فَاغْدُوا عَلَى القِتَالِ) بالغين المعجمة، أي: سيروا أوَّل النَّهار لأجل القتال (فَغَدَوْا فَأَصَابَتْهُمْ(1) جِرَاحَاتٌ) لأنَّ أهل الطَّائف رموهم من أعلى السُّور، فكانوا ينالون منهم بسهامهم ولا تصل السِّهام إليهم؛ لكونهم أعلى السُّور ولم يُفتَح لهم، فلمَّا رأوا ذلك ظهر لهم تصويب الرُّجوع (قَالَ النَّبِيُّ صلعم : إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ، فَكَأَنَّ) بتشديد النُّون (ذَلِكَ أَعْجَبَهُمْ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلعم ).
          والحديث سبق في «المغازي» [خ¦4325].


[1] في (ص): «فأصابهم».