إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به}

          ░44▒ (بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى(1): {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ}) ظاهره الأمر بأحد الأمرين الإسرار والإجهار، ومعناه: ليستوِ عندكم إسراركم وإجهاركم في علم الله بهما ({إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[الملك:13]) أي: بضمائرها قبل أن تترجم الألسنة عنها، فكيف لا يعلم ما تكلَّم به! ({أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك:14]) أي: العالم بدقائق الأشياء و{الْخَبِيرُ} العالم بحقائق الأشياء، وفيه إثبات خلق الأقوال فيكون دليلًا على خلق أفعال العباد(2) ({يَتَخَافَتُونَ}[طه:103]) أي: (يَتَسَارُّونَ) بتشديد الرَّاء، فيما بينهم بكلامٍ خفيٍّ.


[1] «تعالى»: سقط من (ص).
[2] زيد في (ع): «وقوله».