إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث ابن عباس: لا بأس عليك طهور إن شاء الله

          7470- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ) هو ابن سلامٍ كما قاله ابن السَّكن، أو هو ابن المثنَّى قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ) بن عبد المجيد (الثَّقَفِيُّ) قال: (حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحَذَّاءُ) بالحاء المهملة والذَّال المعجمة المشدَّدة، ممدودًا(1) (عَنْ عِكْرِمَةَ) مولى ابن عبَّاسٍ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ) بالدَّال المهملة، من عاد المريض إذا زاره، والأعرابيُّ _قال الزَّمخشريُّ في «ربيعه»_: هو قيس بن أبي حازمٍ (فَقَالَ) صلعم له: (لَا بَأْسَ عَلَيْكَ، طَهُورٌ) أي: مرضك مطهِّرٌ لذنوبك (إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ) ابن عبَّاسٍ: (قَالَ الأَعْرَابِيُّ) استبعادًا لقوله ╕ : (طهورٌ؟!) وفُهِم أنَّ النَّبيَّ صلعم ترجَّى حياته، فلم يوافق على ذلك؛ لِمَا وجده من المرض المؤْذِن بموته، فقال: (بَلْ حُمَّى) ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”بل هي حمَّى“ (تَفُورُ) بالفاء: تغلي _بالغين المعجمة_ (عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ القُبُورَ) بضمِّ الفوقيَّة وكسر الزَّاي، من أزاره إذا حمله على الزِّيارة، والضَّمير المرفوع للحمَّى، والمنصوب للأعرابيِّ، و«القبور» مفعولٌ، أي: ليس كما رجوت لي من تأخير الوفاة، بل الموت من هذا المرض هو الواقع ولا بدَّ لما أحسَّه من نفسه (قَالَ النَّبِيُّ صلعم : فَنَعَمْ إِذًا) فيه دليلٌ على أنَّ قوله: «لا بأس عليك» إنَّما كان على طريق التَّرجِّي، لا على‼ طريق الإخبار عن الغيب، كذا في «المصابيح» وذكر المؤلِّف الحديث في «علامات النُّبوَّة» [خ¦3616] وذكرت ثَمَّ أنَّ الطَّبرانيَّ زاد فيه: أنَّه صلعم قال للأعرابيِّ: «إذ أبيت فهي كما تقول، وقضاء الله كائنٌ» فما أمسى من الغد إلَّا ميِّتًا، وأنَّ الحافظ ابن حجرٍ قال: إنَّ بهذه الزِّيادة يظهر دخول الحديث في «علامات النُّبوَّة».


[1] في (د): «ممدودٌ».