إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {أنزله بعلمه والملائكة يشهدون}

          ░34▒ (بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ}) أي: أنزله(1)، وهو عالمٌ بأنَّك أهلٌ لإنزاله(2) إليك وأنَّك مبلِّغه، أو أنزله بما علم من مصالح العباد، وفيه نفي قول المعتزلة في إنكار الصِّفات، فإنَّه أثبت لنفسه العلم ({وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ}[النساء:166]) لك بالنُّبوَّة، قال ابن بطَّالٍ: المراد بالإنزال إفهام العباد معاني الفروض، وليس إنزاله له(3) كإنزال الأجسام المخلوقة؛ لأنَّ القرآن ليس بجسمٍ ولا مخلوقٍ.
          (قَالَ مُجَاهِدٌ) هو ابن جبرٍ المفسِّر في قوله تعالى: ({يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}[الطلاق:12] بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالأَرْضِ السَّابِعَةِ) ولأبي ذرٍّ عن المُستملي والكُشْمِيهَنيِّ: ”من السَّماء“ وهذا وصله الفريابيُّ.


[1] في (د): «أنزل القرآن إليك».
[2] في (د): «بإنزاله».
[3] «له»: مثبتٌ من (د).