إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: مثل المؤمن كمثل خامة الزرع

          7466- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ) العَوَقيُّ(1) أبو بكرٍ قال: (حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ) بضمِّ الفاء وفتح اللَّام وبعد التَّحتيَّة السَّاكنة حاءٌ مهملةٌ، ابن سليمان العدويُّ مولاهم(2) المدنيُّ قال: (حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ) بالخاء المعجمة وتخفيف الميم، الطَّاقة الغضَّة الرَّطبة أوَّل ما تنبت على ساقٍ (يَفِيءُ) بالتَّحتيَّة المفتوحة والفاء المكسورة، بعدها همزةٌ ممدودًا(3)، يتحوَّل ويرجع (وَرَقُهُ، مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”من حيث انتهى الريح“ بالنون (تُكَفِّئُهَا) بضمِّ / الفوقيَّة وفتح الكاف وكسر الفاء مشدَّدةً بعدها همزةٌ، تقلبها وتحوِّلها من جهةٍ إلى جهةٍ أخرى (فَإِذَا سَكَنَتِ) وفي نسخةٍ: ”فإذا أمسكت(4)“ الرِّيح (اعْتَدَلَتْ، وَكَذَلِكَ المُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالبَلَاءِ) بضمِّ التَّحتيَّة وفتح الكاف والفاء المشدَّدة، ضربه مثلًا للمؤمن، فإنَّه يُسَرُّ مرَّةً ويُبتلَى مرَّةً، وكذلك خامة الزَّرع تعتدل مرَّةً عند سكون الرِّيح، وتضطرب أخرى عند هبوبها.
          (وَمَثَلُ الكَافِرِ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ) بفتح الهمزة والزَّاي بينهما راءٌ ساكنةٌ آخرها هاء تأنيثٍ، شجر الصَّنوبر كما قاله أبو عبيدة، وقال الدَّاوديُّ: الأرزة من أعظم الشَّجر لا يميل الرِّيح أكبرها، ولا تهتزُّ من أسفلها، ورواها أصحاب الحديث بإسكان الرَّاء، ورُوِي: ”كمثل الآرزة“ على وزن «فاعلة» أي: كمثل الشَّجرة الثَّابتة، ورُوِيت بتحريك الرَّاء، والذي رويناه بإسكانها (صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللهُ) ╡ (إِذَا شَاءَ) فيكون الموت أشدَّ عذابًا عليه، ومطابقة الحديث في قوله: «إذا شاء» أيضًا.
          والحديث سبق في أوائل «الطِّبِّ» [خ¦5644].


[1] في (د): «العوفيُّ»، وهو تصحيفٌ.
[2] قوله: «أبو بكرٍ، قال: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ... ابن سليمان العدويُّ مولاهم» سقط من (ص).
[3] في (د): «ممدودةً».
[4] «وفي نسخةٍ: فأذا أمسكت»: مثبتٌ من (د).