إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: اشفعوا فلتؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء

          7476- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ) أبو كُرَيبٍ الهَمْدانيُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة (عَنْ بُرَيْدٍ) بضمِّ الموحَّدة وفتح الرَّاء، ابن عبد الله‼ (عَنْ) جدِّه (أَبِي بُرْدَةَ) بضمِّ الموحَّدة وسكون الرَّاء عامرٍ، أو الحارث (عَنْ) أبيه (أَبِي مُوسَى) عبد الله بن قيسٍ الأشعريِّ ☺ أنَّه (قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلعم إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ وَرُبَّمَا قَالَ: جَاءَهُ / السَّائِلُ(1) أَوْ صَاحِبُ الحَاجَةِ قَالَ) لمن عنده من أصحابه: (اشْفَعُوا) في حاجته لديَّ (فَلْتُؤْجَرُوا) بسبب شفاعتكم، قال في «المصابيح»: لم أتحرَّر الرِّواية في لام «فلتؤجروا» هل هي ساكنةٌ أو محرَّكةٌ؟ فإن كانت ساكنةً تعيَّن كونها لام الطَّلب، وإن كانت مكسورةً احتمل كونها للطَّلب وكونها حرف جرٍّ، وعلى الأوَّل ففيه دخول الأمر على الفاعل المخاطب وهو قليلٌ، وعلى الثَّاني فيحتمل كون الفاء زائدةً واللَّام متعلِّقةً بالفعل المتقدِّم، ويحتمل كون(2) الفاء زائدةً واللَّام متعلِّقةً بفعلٍ محذوفٍ، أي: اشفعوا، فلأجل أن تؤجروا أمرتكم بذلك. انتهى. قلت: والذي في فرع «اليونينيَّة» ورويته بسكون اللَّام (وَيَقْضِي اللهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ مَا شَاءَ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”ما يشاء“ أي: يظهر الله على لسان رسوله بالوحي أو الإلهام ما قدَّره في علمه أنَّه سيكون.
          والحديث سبق في «باب قول الله تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً}[النساء:85]» من «كتاب الأدب» [خ¦6027].


[1] قوله: «وربَّما قال: جاءه السَّائل»: سقط من (ص).
[2] في (ب) و(س): «أن تكون».