إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب ما جاء في قول الله تعالى: {إن رحمت الله قريب من المحسنين}

          ░25▒ (بابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف:56]) ذكَّر {قَرِيبٌ} على تأويل الرَّحمة بالرَّحم، أو التَّرحُّم، أو لأنَّه صفة موصوفٍ محذوفٍ، أي: شيءٌ قريبٌ، أو على تشبيهه بـ «فعيلٍ» الذي بمعنى مفعولٍ، أو للإضافة‼ إلى المذكَّر، والرَّحمة في اللُّغة: رقَّة قلبٍ(1) وانعطافٌ يقتضي(2) التَّفضُّل والإنعام(3) على من رقَّ له، وأسماء الله تعالى وصفاته إنَّما تُؤخَذ باعتبار الغايات التي هي أفعالٌ، دون المبادئ التي تكون انفعالاتٍ، فرحمة الله على العباد إمَّا إرادة الإنعام عليهم ودفع الضَّرر عنهم فتكون صفة ذاتٍ، أو نفس الإنعام والدَّفع فتعود(4) إلى صفة الأفعال.


[1] في (د): «القلب».
[2] في (ب) و(س): «تقتضي».
[3] في (ع): «والإحسان».
[4] في غير (ب) و(س): «فيعود».