إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء

          7464- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مُسَرْهَدٍ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ) بن سعيدٍ (عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ) بن صهيبٍ (عَنْ أَنَسٍ) ☺ أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : إِذَا دَعَوْتُمُ اللهَ) ╡ (فَاعْزِمُوا) بهمزة وصلٍ (فِي الدُّعَاءِ) وفي «الدَّعوات» [خ¦6338]: «فليعزم المسألة» أي: فليقطع بالسُّؤال ويجزم به حسن ظنٍّ بكرم ربِّه تعالى (وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي) بهمزة قطعٍ، أي: لا يشترط المشيئة لعطائه؛ لأنَّه أمرٌ متيقَّنٌ أنَّه لا يعطي إلَّا أن يشاء، فلا معنى لاشتراط المشيئة؛ لأنَّها إنَّما تُشتَرط فيما يصحُّ أن يفعل بدونها من إكراهٍ أو غيره ولذا أشار ◙ بقوله: (فَإِنَّ اللهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ) بكسر الرَّاء، وأيضًا ففي قوله: «إن شئت» نوعٌ من الاستغناء عن عطائه كقول القائل: إن شئت أن تعطيني كذا فافعل، ولا يُستعمَل هذا غالبًا إلَّا في مقامٍ يشعر بالغنى، وأمَّا مقام الاضطرار فإنَّما فيه عزم المسألة وبتُّ الطَّلب.
          والحديث سبق في «الدَّعوات» [خ¦6338] ومطابقته لِمَا تُرجم به(1) هنا في(2) قوله: «إن شئت».


[1] في (د): «له».
[2] «في»: ليس في (ص).