إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه

          7443- وبه قال: (حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى) بن راشدٍ القطَّان الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد‼ (الأَعْمَشُ) سليمان بن مهران الكوفيُّ (عَنْ خَيْثَمَةَ) بخاءٍ معجمةٍ مفتوحةٍ وبعد التَّحتيَّة السَّاكنة مثلَّثةٌ، ابن عبد الرَّحمن الجعفيِّ (عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ) بالحاء المهملة والفوقيَّة، الطَّائيِّ ☺ أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : مَا مِنْكُمْ) خطابٌ للصَّحابة، والمراد العموم (مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ) ╡ (لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُـَرْجُمَانٌ) بفتح الفوقيَّة وضمِّ الجيم أو ضمِّهما، يترجم عنه (وَلَا حِجَابٌ يَحْجُبُهُ) عن رؤية ربِّه تعالى، والمراد بالحجاب نفي المانع من الرُّؤية؛ لأنَّ من شأن الحجاب المنع من الوصول إلى المراد، فاستُعير نفيه لعدم المنع، وكثيرٌ من أحاديث الصِّفات تُخرَّج على(1) الاستعارة التَّخييليَّة؛ وهي أن يشترك شيئان في وصفٍ، ثمَّ يعتمد لوازم أحدهما بحيث تكون جهة الاشتراك وصفًا، فيثبت كماله في المستعار بواسطة شيءٍ آخر، فيثبت ذلك للمستعار مبالغةً في إثبات المشترك، وبالحمل(2) على هذه الاستعارة التَّخييليَّة يحصل التَّخلُّص من مهاوي التَّجسيم، ويحتمل أن يُراد بالحجاب استعارة محسوسٍ لمعقولٍ؛ لأنَّ الحجاب حسِّيٌّ، والمنع عقليٌّ، والله تعالى مُنزَّهٌ عمَّا يحجبه، فالمراد بالحجاب منعه أبصار خلقه وبصائرهم بما شاء كيف شاء، فإذا شاء كشف ذلك عنهم. انتهى. ملخَّصًا ممَّا حكاه في «الفتح» عن الحافظ الصَّلاح العلائيِّ.
          والحديث سبق في «الرِّقاق» [خ¦6539].


[1] في (ع): «عن»، وهو تحريفٌ.
[2] في (د): «وبالجملة».