إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته

          7434- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ) بفتح العين فيهما، والأخير بالنّون، ابن أوسٍ السُّلَمِيُّ الواسطيُّ قال: (حَدَّثَنَا خَالِدٌ) الطّحان بن عبد الله الواسطيُّ (وَهُشَيْمٌ) مصغَّرٌ، ابن بشيرٍ الواسطيُّ، وللحَمُّويي والمُستملي: ”أو هشيم“ بالشَّكِّ (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) بن أبي خالدٍ سعد أو هرمز أو كثير الأحمسيِّ الكوفيِّ (عَنْ قَيْسٍ) هو ابن أبي حازم بالزاي والحاء المهملة، البجليِّ (عَنْ جَرِيرٍ) هو ابنُ عبد الله البَجَليِّ ☺ أنَّه (قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم إِذْ) بسكون الذال(1) المعجمة (نَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ قَالَ / : إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ) يوم القيامة (كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ لَا تُضَامُّونَ) بضمِّ الفوقيَّة بعدها ضاد معجمة وتشديد الميم، أي: لا تتزاحمون ولا تختلفون (فِي رُؤْيَتِهِ) وقال البيهقيُّ: سمعت الشّيخ الإمام أبا الطَّيِّبِ سهل بن محمَّد الصّعلوكيَّ يقول في «إملائه» في قوله: «لا تُضامُّون» بالضَّمِّ والتّشديد معناه: لا تجتمعون لرؤيته في جهة، ولا يُضَمُّ بعضكم إلى بعضٍ، ومعناه بفتح التّاء كذلك، والأصل: لا تتضامنون في رؤيته بالاجتماع في جهة، وبالتّخفيف من(2) الضّيم ومعناه: لا تظلمون فيه برؤية بعضكم دون بعضٍ، فإنَّكم ترونه في جهاتكم كلِّها وهو متعالٍ عن الجهة، والتّشبيه برؤية القمر للرؤيةِ دون تشبيه المرئيِّ، تعالى اللهُ عن ذلك (فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ) بضمِّ الفوقيَّة وسكون الغين المعجمة وفتح اللَّام، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”عن صلاة“ (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ) يعني: الفجر والعصر‼ كما في «مسلمٍ» (فَافْعَلُوا) عدم المغلوبيَّة بقطع الأسباب المنافية للاستطاعة كنومٍ ونحوه.
          وسبق الحديث في «باب فضل صلاة العصر» من «كتاب الصلاة» [خ¦554].


[1] «الذال»: مثبت من (د).
[2] قوله: «من» زيادة من فتح الباري (13/427).