التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي وأبو طلحة بين.

          4064- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تَقَدَّم أنَّه بفتح الميمين، وإسكان العين بينهما، وتَقَدَّم أنَّ اسمه عبد الله ابن عَمرو بن أبي الحَجَّاج المنقريُّ الحافظ، و(عَبْدُ الْوَارِثِ) بعده: هو ابن سعيد بن ذكوان التنوريُّ، أبو عُبيدة الحافظ، و(عَبْدُ الْعَزِيزِ): هو ابن صُهيب.
          قوله: (انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلعم): تَقَدَّم أنَّ هذا فيه مجازٌ، ولم ينهزمِ الناس كلُّهم، وقد قدَّمتُ مَن ثبت معه، وعدَّتَهم، والاختلافَ في عدَّتِهم غيرَ مرَّةٍ، منها مرَّة قريبًا جدًّا [خ¦4028]، والظَّاهر أنَّها تارات، والله أعلم، وهذا أبو طلحة بين يديه ◙، وهو ممَّن ثبت.
          قوله: (وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلعم): تَقَدَّم مِرارًا أنَّ أبا طلحة هو زيد بن سهل بن الأسود ابن حرام الأنصاريُّ النقيب، كبير القدر.
          قوله: (مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ): (مُجَوِّب): بضمِّ الميم، وفتح الجيم، وتشديد الواو المكسورة، ثُمَّ موحَّدة؛ أي: مُتَّرِسٌ، وقد جاء مفسَّرًا في حديث آخر: (يتترَّس مع النَّبيِّ صلعم بتُرسٍ واحدٍ)، والجَوْبُ: الحجفة والتُّرس، قال ابن قُرقُول: (ورواه بعضُهم: «محويًّا» من الحويَّة، والأوَّل هو الصواب، وصحَّفه بعضُهم: «مُحَدِّب عليه بحجفة»، وفسَّره بمشفقٍ حانٍ عليه، والحَدَبُ: الحنوُّ والإشفاق)، انتهى.
          قوله: (شَدِيدَ النَّزْعِ): أي: قويَّ الجذب للوتر.
          قوله: (بِجَعْبَةٍ مِنَ النَّبْلِ): (الجَعبة)؛ بفتح الجيم: الكنانة التي تجعل فيها السهام، والفتح في هامش أصلنا، وعليه علامة نسخة الدِّمياطيِّ، وفي الأصل مضمومُ الجيم، انتهى، وفي الضمِّ نظرٌ.
          قوله: (لَا تُشْرِفْ، يُصِيبُكَ سَهْمٌ): قال ابن قُرقُول: («أشرف؛ أي: علا، ومن هذا قوله: «لا تَشَرَّف يصبْك سهم»: بفتح التاء والشين، وشدِّ الراء؛ كذا قيَّده بعضهم؛ أي: لا ترفع لتنظر، وقيَّده بعضُهم: «تُشْرِف» كما جاء في الحديث: «ويُشرف النَّبيُّ صلعم ينظر»)، انتهى، وقد تَقَدَّم [خ¦3601].
          قوله: (يُصِيبُكَ): كذا في أصلنا هنا بإثبات الياء، وفي بعض النسخ: (يصبْك) بالجزم، وجزمُه على تقدير: إن تشرف؛ يصبك، وقد تَقَدَّم (يصيبُك) بإثبات الياء، والرَّفع، تعليله ظاهرٌ، وقد تَقَدَّم في مناقب أبي طلحة من كلام القاضي عياض أنَّ الصواب: «يُصيبك» [خ¦3811].
          قوله: (وَأُمَّ سُلَيْمٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّها بضمِّ السين، وفتح اللام، وهي أمُّ أنس بن مالك، وتَقَدَّم الاختلاف في اسمها: سهلة، وقيل: رُميلة أو مُليكة، وتَقَدَّم بعض ترجمتها [خ¦130]، والله أعلم.
          قوله: (أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا): (الخَدم): تَقَدَّم أنَّه بفتح الخاء المعجمة، والدال المهملة، وأنَّها الخلاخيل، وأنَّ هذا كان قبل الحجاب [خ¦2880]، وسيأتي تاريخ الحجاب في (سورة الأحزاب) إن شاء الله تعالى في (التفسير) [خ¦4790]، وقال بعضهم: (محمول على أنَّه نظر فجأة، وكان أنس إذ ذاك صغيرًا)، انتهى، وأنس لمَّا قَدِم ◙ المدينة كان عمره عشر سنين، وأُحُد في الثالثة، فكان عمره نحو ثلاث عشرة سنة، والله أعلم.
          قوله: (تَنْقُزَانِ(1) الْقِرَبَ)، (وَقَالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ القِرَبَ): كذا جاء في بعض النسخ، وكذا رواه مسلم: (تنقلان القرب) بسند البُخاريِّ سواء من أوَّل السند إلى آخره، غير أنَّ مسلمًا رواه عن عبد الله ابن عبد الرحمن الدارميِّ، عن عبد الله بن عمرو أبي معمر، والبُخاريَّ رواه في (فضل أبي طلحة) [خ¦3811]، وفي (الجهاد) [خ¦2880]، وفي (المغازي)، عن أبي معمرٍ به سواء.
          قال الدِّمياطيُّ: (نقز الظبي في عَدْوه ينقُز نقزًا ونقزانًا، وكذلك نفز _بالفاء_؛ أي: وثب فيهما، ونَصْبُ «القِربَ» على حذف الخافض؛ أي: تنقزان بالقرب، وضبطه بعضُهم: «تُنقزان القرب»، ومنهم من رفع «القِربَ» على الابتداء؛ كأنَّه قال: والقربُ على متونهما)، انتهى، وما قاله لخَّصه من كلام «المطالع» أو «المشارق»، وقد قدَّمتُ كلام «المطالع» في (الجهاد) [خ¦2880]، والله أعلم.
          قوله: (وقال غيرُه: تنقلان) قال بعضُ حُفَّاظ العصر: («غيره»: عنى به جعفر بن مهران السبَّاك)، انتهى، وجعفر هذا لم يخرِّج له أحدٌ من أصحاب الكتب السِّتَّة، وهو موثَّق، وله ما يُنكَر، ذكره في «الميزان»، وقد ذكره ابن حبَّان في «ثقاته» وقال: (مات سنة إحدى _أو اثنتين_ وثلاثين ومئتين، وقد قيل: كنيته أبو النضر)، انتهى، وكذا كنَّاه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»، ولم يذكر فيه تجريحًا ولا توثيقًا. /
          قوله: (إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا): (إمَّا) بكسر الهمزة، وتشديد الميم.


[1] كذا (أ) و(ق) وهي رواية أبي ذرٍ، وفي «اليونينيَّة»: (تُـَنْقُـِزان القِربَُ).