التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الأكل مع الخادم

          ░55▒ بابُ الأَكْلِ مَعَ الْخَادِمِ
          5460- ذكر فيه حديث أبي هُرَيْرَةَ ☺ عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: (إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ، أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ).
          الشَّرح: هذا الحديث سلف في العِتْق [خ¦2557]، والأكل مع الخادم مِن التواضُع والتذلُّل وترك التكبُّرِ، وذلك مِن آداب المؤمنين وأخلاق المرسلين. وقد سلف الحديث في العِتق كما ذكر، والمراد بالأُكْلَة اللُّقمة، وهو بضمِّ الهمزة، وبالفتح المرَّة الواحدة، وقِيل: إذا أكل حتَّى يشبَعَ.
          وقولُه: (فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ) دالٌّ على أنَّه لا يجب على المرء أن يُطعمَه ممَّا يأكل. قِيل لمالكٍ: أيأكلُ الرجلُ مِن طعامٍ لا يأكلُه أهلُهُ وعِيَالُهُ ورَقِيقُهُ، ويَلْبَس غير ما يَكْسُوهم قال: إي والله وأراه في سَعَةٍ مِن ذلك، ولكن يُحسِن إليهم. قِيل فحديث أبي الدَّرْدَاء قال: كان النَّاس ليس لهم هذا القُوتُ.