التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب العجوة

          ░43▒ بابُ العَجْوَةِ
          5445- حَدَّثَنا جُمُعةُ بن عبد الله، حَدَّثَنا مَرْوانُ، أخبرنا هِاشِمُ بنُ هاشِمٍ أخبرنا عامرُ بن سَعْدٍ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلعم: (مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرُّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ).
          هذا الحديث يأتي في باب الطِّبِّ أيضًا [خ¦5769]، وأخرجه مُسْلمٌ وأبو داود والنَّسائيُّ وعند الحاكم وقال: صحيحُ الإسناد: ((مِن البَرْنيِّ)). وللدَّارِميِّ: ((لم يَضُرَّهُ شيءٌ ذلك اليوم حتَّى يُمسِي)).
          قِيل: جُمُعة هذا لقبٌ، واسمُه يحيى بن زِيَاد بن عبد الله بن شدَّادٍ أبُو بَكْرٍ السُّلَميُّ البَلْخِيُّ. انفرد به البُخارِيُّ عن الخمسة، مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين في جُمَادى الآخرة. وهاشمٌ هو ابن هاشم بن هاشمٍ الْمِرْقَال أبو السرع، ابن عُتْبةَ بن أبي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ، قال مِكِّيٌّ: سمعتُ منه سنة أربعٍ، وفي روايةٍ سنة سبعٍ وأربعين ومئة، اتَّفقا عليه.
          ولابن بطَّالٍ: كانت عَائِشَة تجعل ذلك سَبَعَ غَدَوَاتٍ على الرِّيقِ إذا وصفَتهُ كدواءٍ. وللدَّارِميِّ في كتاب «الأطعمة»: عن يحيى الحِمَّانيِّ: حَدَّثَنا سُلَيْمَان بن بِلَالٍ، عن شَرِيك بن عبد الله، عن ابن أبي عَتِيقٍ، عن عَائِشَة أنَّ النَّبِيَّ صلعم قال: ((في عَجْوَة العَاليةِ شِفَاءٌ أو تِرْيَاقٌ أوَّل البُكر على الرِّيق)). وعن شَهْرِ بن حَوْشَبٍ، عن أبي سَعِيدٍ وأبي هُرَيْرَةَ رفعاه: ((العَجْوةُ مِن الجنَّة وفيها شِفا مِن السُّمِّ)). وعن مُشْمَعِلِّ بن إِيَاسٍ، حَدَّثَنِي عَمْرو بن سُلَيمٍ، حَدَّثَنِي رافع بن عَمْرٍو المُزَنيُّ مرفوعًا: ((العَجْوَةُ والصَّخْرةُ مِن الجنَّةِ)).
          قال الخطَّابيُّ: كونها عُوْذَةً مِن السِّحر والسُّمِّ إنَّما هو مِن طريقِ التبرُّك بدعوةٍ مِن رسول الله صلعم سَبَقَت فيها، لا لأنَّ مِن طبْعِ التَّمر أن يصنعَ شيئًا مِن ذلك، والعَجْوةُ مِن أجود تمر المدينة، ويُسَمُّونه: لِيْنَةً. قال في «الصَّحاح»: وقِيل: هي أكبرُ مِن الصَّيْحَانيِّ يَضْرِب إلى السَّواد. وقِيل ليس بأجودِه. وقال الدَّاوديُّ: مِن وَسَط التمر. ولابن التِّين: قِيل: أنَّ العَجْوة ممَّا غُرِس لرسول الله صلعم بها، واختصاصُ هذه وغيرِها مِن الأمور بالسَّبع والثلاث كثيرٌ.
          ولابن عَدِيٍّ: مِن حديثِ الطُّفَاويِّ عن هِشَامٍ، عن أبيه، عن عَائِشَة ♦ مرفوعًا: ((يمنعُ مِن الجُذَامِ أن تأخُذَ سبعَ تمراتٍ مِن عَجْوَةِ المدينة كلَّ يومٍ يَفعل ذلك سبعةَ أيَّامٍ)). ثمَّ قال: لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير الطُّفَاويِّ وله غرائبُ وإفراداتٌ، وكلُّها يُحتمَلُ، ولم أرَ للمتقدِّمين فيه كلامًا.
          قلت: قد قال ابن مَعِينٍ فيه: صالحٌ، وقال أبو حاتمٍ: صَدُوقٌ. ومعنى تَصبَّح، أي أكلَها صَبَاحًا، قبل أن يَطْعَم شيئًا. والسمَّ: سينُه مُثلَّثةٌ.