التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب القديد

          ░37▒ بابُ الْقَدِيدِ
          5437- ذكر فيه حديث أنسٍ أيضًا ☺: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلعم أُتِيَ بِمَرَقَةٍ فِيهَا دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاء يَأْكُلُهَا.
          5438- وحديث عَائِشَةَ ♦ قالت: مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامَِ جَاعَ النَّاسُ، أَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ، وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَمَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مَنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلاَثًا.
          وفيه: أنَّ القَدِيدَ كان مِن طعامِهِ ◙ وسَلَفِ الأُمَّةِ.
          وأمَّا قولُها: (مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاس) يريدُ نهيَه ◙ أن يأكلوا لُحُوم نُسُكهم فوق ثلاثٍ مِن أجل الدَّافَّة التي كان بها الجَهْد، فأطلَقَ لهم بعد زوالِه الأكلَ مِن الضَّحايا ما شاؤوا؛ لذلك قالت: (إِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ). والكُرَاعُ: الأَكَارعُ لقوائمِ الشاةِ، وَهُم مِن النَّاس سَفَلَتُهم، قالَه الهَرَوِيُّ. وقال ابن فارسٍ: الكُرَاعُ مِن الإنسان: ما دون الرُّكبةِ، ومِن الدَّوابِّ ما دونَ الكَعْب.