التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الخزيرة

          ░15▒ بابُ الْخَزِيرَةِ. وقال النَّضْرُ: الْخَزِيرَةُ مِنَ النُّخَالَةِ، وَالْحَرِيرَةُ مِنَ اللَّبَنِ.
          5401- ثُمَّ ذكرَ فيه حديث عِتْبَانَ: يا رسولَ اللهِ، إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي... الحديث السَّالف في الصَّلاة [خ¦425] والمغازِي [خ¦4009]: ثمَّ حَبَسْنَاهُ على خَزِيرٍ صَنَعْنَاهُ.
          وذكر الطَّبَرِيُّ أنَّ الخَزِيرةَ: شيءٌ يُتَّخذ كَهَيئةِ العَصِيد غيرَ أنَّه أرقُّ منها. وقول النَّضْرِ: الخَزِيرةُ مِن النُّخَالةِ، يريد بالخاء المعجمة والزاي، والثاني بالحاء والراء المهلمتين.
          وقال ابن فارسٍ: الخَزِيرةُ: دقيقٌ يُخلَط بشحمٍ، كانت العرب تُعَيِّرُ به. وقال الضَّبِّيُّ والجَوْهَرِيُّ: الخَزِيرةُ: لحمٌ يُقطَّع صِغارًا ويُصَبُّ عليه الماءُ، فإذا نَضَج ذُرَّ عليه الدَّقِيق، فإنْ لم يكنْ فيها لحمٌ فهي عَصِيدةٌ وقِيل: هي حَسَاءٌ مِن دَقِيقٍ ودَسَمٍ.
          وقال أبو الهيثمِ: إذا كان مِن دَقِيقٍ فهي خَزِيرةٌ، وإذا كان مِن نُخَالةٍ فهي حَرِيرةٌ.
          وقال الدَّاوديُّ: قول النَّضْرِ: مِن النُّخَالةِ: يعني: التي يَبْقى فيها بعض الحشيشِ. قِيل: ويَخرج ماؤُها.
          والتَّلْبِينةُ الآتية في بابها والتَّلْبِين: حَسَاءٌ يُعمل مِن دَقِيقٍ أو نُخَالةٍ، ورُبَّما جُعِل فيها عَسَلٌ، سُمِّيت تشبيهًا باللَّبن لبياضِها وَرِقَّتِها، وقِيل: دَقِيقٌ ولَبَنٌ.
          وقول الزُّهْرِيِّ: (ثمَّ سألتُ الحُصَينَ بن مُحَمَّدٍ الأَنْصَاريَّ أحدَ بني سالِمٍ وكان مِن سَرَاتِهم عن حديث محمودٍ فَصَدَّقه)، قال ابن التِّين: ضبط القَابِسيُّ الحضين _بضادٍ مُعجمةٍ ونُونٍ_ وقال الشيخ أبو عِمْرانَ: لم يُدخل البُخارِيُّ في «جامعه» الحضير _بالضاء والراء_ وإنَّما أدخله مُسْلمٌ وأدخل الحصين _بصادٍ غير معجمةٍ ونونٍ_ قلت: وهو الصَّواب هنا. ومعنى: (سَرَاتِهِم): أَفَاضِلِهم، وفيه ما ترجم له.
          وفيه مِن فوائدِه:
          إمامةُ الأعمى إذا كان مِن أَفْضَلِهم، وصلاةُ النَّافلةِ جماعةً، وقد أجازه مالكٌ وغيرُه، قال ابن حبيبٍ: وذلك إذا كان سِرًّا ليس جهرًا، الجماعة اليسيرة.