التوضيح لشرح الجامع البخاري

المضمضة بعد الطعام

          ░51▒ بابُ الْمَضْمَضَةِ بَعْدَ الطَّعام
          5454- 5455- ذكر فيه حديث سُوَيْدِ بن النُّعْمَانِ ☺ وقد سلف قريبًا [خ¦5390]، وفي الطَّهارة أيضًا [خ¦209]. والمضْمَضَة بعد الطَّعام سُنَّةٌ مؤكَّدةٌ، وكان النَّبِيُّ صلعم يواظِبُ على فِعْل ذلك ويحضُّ أُمَّتَه على تنظيف أفواهِهم وتَطْيِيبها لأنَّها طُرق القرآن، وقد قال عليه أفضل الصَّلاة والسلام: ((لولا أن أشقَّ على أُمَّتي لأمرتهم بالسِّواكِ عند كلِّ صلاةٍ)) فالمضْمَضَة بالماء بعد الطَّعام مِن أجل الصَّلاة مِن أجل مباشرة كلام النَّاس أيضًا يُغني عن السِّواك، ولا شيءَ أنظفُ مِن الماء، وبه أمرَ الله تعالى أن يُطهَّر كلُّ شيءٍ، وقد رُوي عن رسول الله صلعم في وضوء اليدين قبلَ الطَّعام وبعدَه.
          ذكر ابن المنذر قال: رُوِّينا عن رسول الله صلعم أنَّه قال: ((الوُضُوء قبل الطَّعام وبعدَهُ برَكَةٌ)) رواه أبو داودَ مِن حديث أبي هاشِم، عن زَاذَانَ، عن سَلْمانَ: عن رسول الله صلعم، وليس بواجبٍ؛ لأنَّه ◙ قد أكل لَمَّا خرج مِن البَرَازِ قبل أن يَغْسِل يديه.
          رواه أبو داود مِن حديثِ ابن عبَّاسٍ، وأنكر مالكٌ غسل اليدين قبل الطَّعام، وقال: إنَّه مِن فِعْلِ الأعاجم. وبه قال الثَّوريُّ، وقال الأَبْهريُّ: لا نحفظُ ذلك عن رسول الله صلعم ولا عن أصحابِه.