التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: ما عاب النبي طعامًا

          ░21▒ بابٌ: مَا عَابَ النَّبِيُّ صلعم طَعَامًا
          5409- ذكر فيه حديث أبي حازِمٍ وهو سَلْمَانُ مولى عَزَّة الأَشْجَعيَّةِ، عن أبي هُرَيْرَةَ ☺ قال: مَا عَابَ النَّبِيُّ صلعم طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِلَّا تَرَكَهُ.
          هذا الحديث سلف في باب صِفته ╕ [خ¦3563]، وأخرجه مُسْلمٌ وقال: وإن كَرِهَه سَكَتَ. وأخرجه أيضًا أبو داودَ وابن ماجه والتِّرْمِذيُّ وقال: حَسَنٌ صحيحٌ. وهو دالٌّ على حُسن أدبهِ مع الله تعالى؛ لأنَّه إذا عاب المرءُ ما كَرِهه مِن الطَّعام فقد ردَّ على الله رِزقَه، وقد يَكرَه بعضُ النَّاس مِن الطَّعام ما لا يكرهه غيرُه، ونِعَمُ الله لا تعابُ، وإنَّما يجب الشكر عليها والحمد لله مِن أجلِها؛ لأنَّه لا يجِبُ لنا شيءٌ عليه منها، بل هو متفضِّلٌ في إعطائهِ، عدلٌ في مَنْعهِ.