التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: ما كانَ النبي لا يأكل حتى يسمى له فيعلم ما هو

          ░10▒ باب مَا كَانَ النَّبِيُّ صلعم يَأْكُلُ حتَّى يُسَمَّى لَهُ فَيَعْلَمُ مَا هُوَ
          5391- ذكر فيه حديث ابن عبَّاسٍ في الضَّبِّ السالف [خ¦5389]. وقد سلف التنبيه عليه، ووقع هنا: (حُفَيْدَةُ بِنتُ الحَارثِ). والمحفوظ عند أهل النَّسب أنَّها أمُّ حُفَيدٍ هُزَيلةُ بنت الحارث. والمَحْنُوذُ: المشوِيُّ في حَفِيرٍ مِن الأرض، قاله الدَّاوديُّ ويقال لكلِّ مشوي. وقال أبو الهيثمَّ: أصلُهُ مِن حِنَاذِ الخيل، وهو أن يُظَاهر عليها جُلٌّ فوقَ جُلٍّ لِتَعرقَ تحتَها. قال ابن عَرَفة: حَنِيذٌ: مَشْوِيٌّ بالرِّضَاف حتَّى يتقطَّرَ عَرَقًا، يقال: حَنَذَتهُ الشَّمسُ والنَّارُ إذا شَوَياه، قال ابن فارسٍ: شِوَاءٌ حَنِيذٌ، أي: مُنضَّجٌ مُحْمِيٌّ بالحِجَارة وتُوضَع عليه حتَّى يَنْضِجَ.
          وقولُه: (فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ الْحُضُورِ). جاء به على معنى النِّسْوة فَنَعَتَ عليه، كقولِه: {مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ} [يس:80]. ومعنى: (أَعَافُهُ): أكرهُهُ، وقِيل: أَتَقذَّرُهُ. وفيه: تجنُّبُ أكْلِ ما يَعَافهُ، ولم تَجرِ بأكلِهِ عادتُه وإن كان حلالًا. وسيأتي اختلافُهم في الذَّبَائح.