التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب السلق والشعير

          ░17▒ بابُ السِّلْقِ وَالشَّعِيرِ
          5403- ذكر فيه حديث أبي حازِمٍ سَلَمَةَ بن دِيْنارٍ عن سَهْلِ بن سَعْدٍ السَّالف في الجُمُعة [خ¦938] والمُزَارعة [خ¦2349]، ويأتي في الاستئذان [خ¦6243]، وفيه ما كان السَّلف عليه مِن الاقتصاد في مَطْعَمِهم وتَقلُّلِهم واقتصارِهم على الدُّون مِن ذلك؛ أَلَا ترى حِرْصَهم على السِّلْقِ والشَّعير، وهذا يدلُّ أنَّهم كانوا لا يأكلون ذلك كلَّ وقتٍ، ولم تكن هِمَّتُهم اتِّباع شهواتهم، وإنَّما كان هِمَّتهم مِن القُوت ما يُبَلِّغُهم المحلَّ ويَدفعون سَورة الجوعِ بما يُمكِنُ، فمن كان حريصًا أن يكون في الآخرة مع صالح سلفِه فليسْلُكْ سبيلَهم وليجرِ على طريقتِهم وليقتدِ بهم يَرْشُد.
          وقولُه: (وَمَا كُنَّا نَتَغَدَّى وَلَا نَقِيلُ إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ). فيه دليلٌ أنَّهم كانوا يُبكِّرُون لها، وأنَّ التأهُّب لها يمنعُهم أن يَقِيلوا قبلها، وتأوَّلَه قومٌ على جوازِها قبل الزَّوال. والفقهاء أكثرُهم على خِلافهِ. و(نَقِيلُ) بفتح أوَّلهِ ثُلاثيٌّ قال تعالى {أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف:4].