التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الرطب بالقثاء

          ░39▒ بَابُ الرُّطَبِ بِالقِثَّاءِ
          5440- ذكر فيه حديث عبدِ اللهِ بن جَعْفَر بن أبي طالبٍ ☻: قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلعم يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْقِثَّاءِ
          هذا الحديث أخرجه مُسْلمٌ أيضًا والأربعةُ؛ النَّسائيُّ في كتاب الأُخَوَّة. و القِثَّاءُ: ممدودٌ، وقافُه تُضَمُّ وتُكسَر لغتانِ، الواحدة: قِثَّاءة. قال أبو نصْرٍ: القِثَّاء: الخِيَار، وقرأ يحيى بن وثَّابٍ وطَلْحَة بن مُصَرِّفٍ بالضمِّ، وقال أبو المعالي في «المنتهى»: القِثَّاء: الشُعْرور عند مَن جعلَهُ فعلاء مِن قَثٍّ. وعند ابن ولَّاد: هو في الكسر والضمِّ ممدودٌ.
          وقال أبو حَنِيفةَ: ذكر بعض الرُّواة أنَّه يُقَال: القِثا: القُشْعُر بلغةِ أهلِ الجوفِ مِن اليمن، الواحدة: قُشْعُرة، قال: أحسبهُ جوف مُرادٍ. وفي أكلِه القِثَّاء بالرُّطَب معنيانِ: إيثارُ الرُّطَب في مقابلة الشيء وضدِّهِ، فإنَّ القِثَّاء باردٌ رَطْبٌ، والرُّطَب حارٌّ يابسٌ فباجتماعِهما يَعْتدلانِ، وإباحة التوسُّع في الأطعمة ونيل الملذُوذ والمباح منها، قال ابن المنذر: مِن لذيذ المطعم جمعُ الأكل مِن الحارِّ والباردِ ليعتدلا، كان ◙ يأكل الرُّطَب بالقِثَّاء، وقد كان يجمع بين الرُّطَب والبِطِّيخ. رُوِّينا عنه أنَّه ◙ قال: ((كُلُوا البَلَح بالتمر فإنَّ الشَّيْطَان يَغْضَب ويقول: عاشَ ابنُ آدمَ حتَّى أكل الجَدِيد بالخَلَقِ))، وذكره ابن الجَوزِيِّ في «موضوعاته».