التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب إسلام سلمان الفارسي

          ░53▒ (بَابُ إِسْلاَمِ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ ☺)
          3946- ذكر فيه عن أبي عُثْمَانَ عن سَلْمَانَ الفارِسيِّ: (أَنَّهُ تَدَاوَلَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ، مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبٍّ).
          3947- وعنه قال: (سَمِعْتُ سَلْمَانَ يَقُولُ: أَنَا مِنْ رَامَ هُرْمُزَ).
          3948- وعنه: (عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: فَتْرَةٌ بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صلعم سِتُّمِائَةِ سَنَةٍ).
          الشرح: البِضْعُ مِنَ الثَّلَاثِ إلى العشرة على المشهور، وقد سلفَ الخلافُ فيه، وفيه جوازُ أن يُقَال للسيِّد: ربٌّ، وأَبَاهُ قومٌ، ومنه: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} [يوسف:50]، وادَّعى الدَّاوديُّ أنَّ ولاءَ سَلْمَانَ كان لأهل البيتِ، لأنَّه أسلمَ على يدي رسولِ الله صلعم، وقال ابن التِّين: ليس هذا مذهبَ مالكٍ وكيف يصحُّ ذلك، ومَن كاتَبَهُ هو مستحِقٌّ لولائه إذا كان مسلمًا، وإن كان كافرًا فولاؤُه للمسلمين، وهو أوَّلُ مكاتَبٍ في الإسلام، كُوتِبَ على مائة وَدِيَّة، وقال الدَّاوديُّ: على مائتي وَدِيَّةٍ فغرسها الشارع بيده فلم يمت منها شيءٌ.
          وقيل أوَّلُ مُكاتَبٍ في الإسلام أبو مُؤَمَّلٍ حكاه ابن التِّين، وروى ابن حِبَّان والحاكم _وقال: صحيح الإسناد_ إسلامَه، وأنَّه ابتيعَ، وأنَّه تنقَّل مِن قُطرٍ إلى قُطرٍ، ودلَّه كل واحد على آخر، وذكروا له مِن علاماته أكلَ الهديَّةِ دون الصَّدَقة، وبين كتفيه خاتمُ النُّبوَّة، وذكرَه ابن إسحاقَ أيضًا، وفيه مخالفةٌ في ألفاظٍ، وقد أوضحَ ابن عساكر ترجمته في «تاريخه»، وكُنيته أبو عبد الله، مات بالمدائن سنة ستٍّ وثلاثين، وأكثرُ ما قيل في عُمره ثلاثمائة وخمسون، والأكثر على مائتين وخمسين.
          كتاب التَّوضيح لشرح الجامع الصَّحيح. المجلد الحادي والعشرون /