التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب بنيان الكعبة

          ░25▒ (بَابُ بُنْيَانِ الكَعْبَةِ)
          3829- ذكر فيه حديثَ جَابِرٍ ☺: (لَمَّا بُنِيَتِ الكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صلعم وَعَبَّاسٌ يَنْقُلَانِ الحِجَارَةَ...) الحديث، وقد سلف في باب: التَّعرِّي في الصَّلاة وغيرها [خ¦364].
          وبنيانُ الكعبة كان عامَ خمسٍ وعشرين مِن الفيل، قبل تنبُّؤِ رسول الله صلعم بخمسة عشر عامًا؛ لأنَّه وُلِد في ربيع الأوَّل مِن عام الفيل.
          ومعنى: (طَمَحَتْ عَيْنَاهُ) ارتفعتا، وفي هذا العام تزوَّجَ خديجةَ، ولَمَّا بنوا الكعبة اختلفوا فيمن يضعُ الحَجَر الأسود مكانَه، فحكَّموا أول طالعٍ عليهم، فطلع عليهم رسول الله صلعم، فأمر أن يُجعل في ثوبٍ، وتأخذَ كلُّ قبيلةٍ مِن قُرَيْش بناحيةٍ مِن الثوب، ثمَّ أخذ الحَجَرَ فوضعه بيده.
          3830- وذكر فيه أيضًا: حديثَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَا: (لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلعم حَوْلَ البَيْتِ حَائِطٌ، كَانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ البَيْتِ حَتَّى كَانَ عُمَرُ ☺ فَبَنَى حَوْلَهُ حَائِطًا، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: جَدْرُهُ قَصِيرٌ، فَبَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ).
          قلتُ: سببُه أنَّ النفقةَ قَصُرت بهم فتركوا مِن البيت ممَّا يلي الحِجْر أَذْرُعًا، ورفعوا باب البيت ليُدخلوا مَن شاءوا ويمنعوا مَن شاءوا، وقَصُرت نفقاتهم أن يجعلوا السَّقائف التي حوله وأن يردموه حتَّى يعلو فلا يصيبه السَّيْلُ، وقاسوا فيما بين وضع المقام والبيت بخيوطٍ جعلوها في الكعبة، وجعلوا المقامَ في حائط البيت.