التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول النبي للأنصار: اصبروا حتى تلقوني على الحوض

          ░8▒ (بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم لِلْأَنْصَارِ: اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ. قالهُ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدٍ عن رَسُولِ اللهِ صلعم) /
          3792- ثمَّ أسندَ مِن حديث قَتَادَةَ، عن أنسٍ: عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ قَالَ: (سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ).
          3793- ومِن حديث هشامٍ عن أنسٍ ☺: قَالَ ◙ لِلأَنْصَارِ: (إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي، وَمَوْعِدُكُم الحَوْضُ).
          3794- ومِن حديث يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن أنسٍ ☺: ((دَعَا النَّبِيُّ صلعم الأَنْصَارَ إِلَى أَنْ يُقْطِعَ لَهُمُ البَحْرَيْنِ، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنْ تُقْطِعَ لإِخْوَانِنَا مِنَ المُهَاجِرينَ مِثْلَهَا، قَالَ: إِمَّا لَا، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي، فَإِنَّهُ سَيُصِيبُكُمْ أَثْرَةً بَعْدِيْ)).
          المراد بالأَثَرَةِ: ما يرون بعدَه مِن التفضيل في العطاء، والأَثَرَةُ ما يُؤثَر به الرَّجُل، أي يفضَّلُ به، و(يُقْطِعَ لَهُمُ) بضمِّ الياء مِن أَقْطَع يُقْطِعُ، وهو يكون تمليكًا وغير ذلك.