التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب فضل دور الأنصار

          ░7▒ (بَابُ فَضْلِ دُورِ الأَنْصَارِ)
          3789- ذكر فيه حديث غُنْدَرٍ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: عن أنسٍ ☺: عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ ☺: (قَالَ النَّبِيُّ صلعم: خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشَهَلِ، ثُمَّ بَنُو الحَارِثِ بْنِ الخَزْرَجٍ، ثُمّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ. فَقَالَ سَعْدٌ: مَا أَرَى النَّبِيَّ صلعم إِلَّا قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا، فَقِيلَ: قَدْ فَضَّلَكُمْ عَلَى كَثِيرٍ. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: سَمِعْتُ أَنَسًا ☺ قَالَ: قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: عَنِ النَّبيِّ صلعم بِهَذَا. وَقَالَ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ).
          3790- وحديثَ أبي أُسَيدٍ: (أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: خَيْرُ الأَنْصَارِ أَوْ قَالَ: خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ...)، فذكره بالواو دون ثمَّ، إلى قوله: (وَبَنُو سَاعِدةَ).
          3791- وحديثَ أَبِي حُمَيْدٍ: (عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: إِنَّ خَيْرَ دُورِ الأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمّ دَارُ بَنِي الحَارِثِ، ثُمَّ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ. فَلَحِقَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ أَبَو أُسَيْدٍ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلعم خَيَّرَ الأَنْصَارَ فَجَعَلَنَا أَخِيرًا؟ فَأَدْرَكَ سَعْدٌ النَّبِيَّ صلعم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، خُيِّرَتْ دُورُ الأَنْصَارِ فَجُعِلْنَا أخِيرًا، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ بِحَسْبِكُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ الخِيَارِ؟!).
          الشرح: حديث أبي أُسَيدٍ أخرجه أيضًا مسلم والنسائي مِن حديث غُندَر أيضًا، وانفرد مسلمٌ بإخراجه عن محمد بن مثنَّى عن أبي داود الطَّيالِسي عن شعبةَ، وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وليس له عندَه غيرُه، و(بَنُو النَّجَّار) رهْطُ سعدِ بنِ مُعاذٍ وأبي أَيُّوبَ، و(بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ) قوم أُسَيْدِ بن الحُضَير، ويقال: إنَّه ◙ أوَّل ما قَدِم المدينة نزل عند بني عبد الأَشْهل، فأقام فيهم أربع عشرة ليلةً، وقيل: إنَّما نزل في بني عَمْرِو بن عوفٍ ثمَّ أتى المدينة، كذا ذكرَه الدَّاوديُّ، وقال الشيخُ أبو مُحَمَّد: نزل في حرَّة بني عَمْرو بن عوفٍ على سَعْدِ بن خَيْثَمَةَ، ويُقَال: على كُلثوم بن الهَدْم، قال: ولم يختلفوا أنَّه نزل بالمدينة على أبي أيُّوبَ.
          وقوله: (خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ) يعني قبائلَهم، والدَّارُ القبيلةُ؛ قاله ابن فارسٍ، واحتجَّ بهذا الحديث، قال الدَّاوديُّ: هو مَجَازٌ.
          وفيه تفضيلُ الرجل على غيرِه، ولا يُعَدُّ ذلك غِيْبةً.