التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب موت النجاشي

          ░38▒ (بَابٌ مَوْتُ النَّجَاشِيِّ)
          3877- ذكر فيه حديثَ جابرٍ ☺ قال ◙ حين ماتَ النَّجاشيُّ: (مَاتَ اليَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ).
          3878- وحديثَه أيضًا: (أنَّ نَبِيَّ اللهِ صلعم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَصَفَّنَا وَرَاءَهُ فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي أَوِ الثَّالِثِ).
          3879- وحديثَه أيضًا: أنَّه ◙ (صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا. تَابَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ).
          3880- وحديثَ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ السالفِ في الجنائز [خ¦1327] أنَّه: (نَعَى لَهُمُ النَّجَاشِيَّ صَاحِبَ الحَبَشَةِ فِي اليَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَقَالَ: اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ).
          3881- وفي روايةٍ أنَّه (صَفَّ بِهِمْ فِي الْمُصَلَّى فَصَلَّى عَلَيْهِ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا)، وقد سلف في الجنائز واضحًا [خ¦1245]، وأنَّ صلاتَه عليه كانت سنة تسعٍ، وأمَّا البَيْهَقيُّ في «دلائله» فذكره قبل أبواب فتح مكَّةَ، وقال: ذلك قبل فتح مكَّةَ، وهو غريبٌ، وسلف أيضًا أنَّ النَّجاشيَّ _بتشديد الياء وتخفيفها_اسمٌ لملِكِ الحبشة، كما يقال لملِكِ الرُّوم: قيصرُ، ولملِكِ الفُرس: كِسْرَى، وأَصْحَمةُ تفسيره بالعربيَّةِ عَطِيَّةُ، وهل ذاك مِن خواصِّه كما قال مالكٌ أو لا كما قاله الشَّافعيُّ وغيره عملًا بظاهر الخبر، وأجازَه أبو حنيفةَ فيما قرب مِن البلاد.
          وفيه أنَّ تكبير الجنائز أربعٌ، وقد سلف ما فيه هناك، وفيه مِن أعلام نُبُوَّتِهِ: إخبارُه بموته يومَ ماتَ على بُعدٍ ما بين الحجاز وأرض الحبشة، ونقل ابن التِّين عن أبي حامدٍ الإِسْفَرايينيِّ أنَّه ◙ رُفِعَ له الحِجاب حتَّى نظر إليه، وقال قبله: أنَّه أحضر روحه بين يديه حتَّى شاهدها، وصلى عليه وارتفعت له جنازتهُ، كما كُشِف له عن بيت المقدس حين سألته قُرَيْش عن صِفته، قال: وأنكر ابن جَريرٍ أن تكون الجنازة رُفعت لرسول الله صلعم حتَّى رآها، قال: لأنَّ ذلك غير موجودٍ في خبرٍ ولا روايةَ فيه عن عالِمٍ.
          وفيه أنَّ النَّجاشِيَّ أسلمَ ومات على ذلك؛ لأنَّه ◙ صلَّى عليه ولا يُصلَّى إلَّا على مُسلمٍ، وكتم إسلامَه مِن جيشه، وقد ذُكِرَ في الصَّحابة لكونه كان في عهدِه على سبيل التوسُّع وإحسانِهِ للمهاجرين.