التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: كيف آخى النبي بين أصحابه

          ░50▒ (بَابٌ: آخَى النَّبِيُّ صلعم بَيْنَ أَصْحَابِهِ.
          وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ☺: آخَى النَّبيُّ صلعم بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِيْنَةَ).هذا قد أسنده فيما مضى [خ¦2048].
          3937- وفي الباب بعدُ مِن حديث سُفْيَانَ عن حُمَيدٍ عن أنسٍ ☺ قال: (قَدِمَ عَبْدُ الرَّحمن...) فذكر الحديثَ، وسلف أيضًا قريبًا في الإخاء [خ¦3780].
          ثمَّ قَالَ: (وَقَالَ أَبُو جُحَيْفَةَ: آخَى النَّبيُّ صلعم بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ)، وهذا قد أسندَه في الصوم [خ¦1968] مِن حديث أبي العُميسِ عن عونِ بن أبي جُحَيْفَةَ عن أبيه به.
          و(أَبُو جُحَيْفَةَ) اسمه وَهْبُ بن عبدِ اللهِ بن مَسْلَمَةَ بن جُنَادَةَ بن جُنْدُبِ بن حُجرِ بن زيادِ بن زَبَابِ _بفتح الزاي وباء موحَّدةٍ_ بن حبيبِ بن سُواءةَ بن عامرِ بن صَعْصَعَةَ، وابنُ عَمٍّه جابر بن سَمُرَةَ بن جُنَادَةَ، له ولأبيه صحبة، وأبو الدَّرْدَاء اسمُه عُوَيمرُ بن زيدِ ين قيسِ بن عَبَسَة بن أُمَيَّةَ بن مالكَ بن عَامِرَةَ أخي عامر ابني عَدِيٍّ أخي ثَعْلَبَة ابنَي كعبِ بن الخزرجِ بن الحارثِ بن الخزرجِ، و(سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ) أحدُ النُّقباء؛ هو ابنُ عَمْرِو بن أبي زُهيرٍ الأنصاريُّ الخزرجيُّ، عَقْبيٌّ بدريٌّ، نقيبُ بني الحارثِ بن الخزرجِ هو وعبدُ الله بن رَوَاحَةَ، استشهد يوم أُحُدٍ، ووقع في كتاب ابن التِّين أنَّه قُتِل شهيدًا يوم بدرٍ.
          وفي «طبقات ابن سعدٍ»: آخى ◙ بين المهاجرين والأنصار، وكانوا خمسةً وأربعين مِن المهاجرين، وخمسةً وأربعين مِن الأنصار، ويُقَال: كانوا مائة: خمسون مِن المهاجرين، وخمسون مِن الأنصار، وذلك قبل بدرٍ في دارِ أنسٍ ☺، فلمَّا كان في وقعة بدرٍ وأنزلَ اللهُ تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ} الآية [الأنفال:75] فنَسَخَت ما كان قبلها، وانقطع الميراث بالمؤاخاة. وفي كتاب «شرف المصطفى»: آخى بينهم في المسجد، ولابن عبد البرِّ: كان بعد قدومه المدينة بخمسة أشهرٍ، وكانت المؤاخاةُ مرَّتين: الأولى بمكَّةَ قبل الهجرة، والثانية هذه.
          فائدة: في حديث أنسٍ ☺: (وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ) أي أثر لَطْخٍ من خَلُوقٍ أو طِيْبٍ، له لونٌ / وله مِن مُلاطخة ثياب العروس أوَّل فعلها عند البناء، وهو كالحديث الآخر: كانوا يرخِّصُون في ذلك للشابِّ أيَّام عرسِه، وقد سلف، وفيه أنَّ الوليمةَ بعدَ البناء.