التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب إسلام أبي ذر

          ░33▒ (بَابُ إِسْلاَمِ أبي ذرٍّ الغِفَارِيِّ ☺) /
          واسمُه جُنْدُبُ بنُ جُنَادَةَ على الأصحِّ، مِن السابقين، وفيه عِدَّةُ أقوالٍ أُخرَ، الغِفَارِيُّ، أحدُ النُّجَباءِ مِن الصَّحابة، ويُقَال فيه أيضًا: أبو الذَّرِّ.
          أُمُّهُ: رَمْلَةُ بنتُ الوَقِيعة بنِ حَرَام بنِ غِفَارَ بن مُلَيْلٍ، ولَمَّا رآه الشارع لم يذكر اسمَه قال: (أَنْتَ أَبُو نَمْلَةَ). مات بالربذة بعد الثلاثين أو قبلها، قال ابن التِّين: وهو بدرِيٌّ. قلتُ: كذا قال: ولم يشهدها.
          3861- ذكرَ فيه حديثَ أبي جَمْرَةَ _بالجيم_ عن ابن عبَّاسٍ ☻ في إسلامه.
          وقوله: (ارْكَبْ إِلَى هَذَا الوَادِي) يعني وادي مكَّةَ الذي به المسجد.
          قوله: (وَكَلَامًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ) يعني القرآنَ، والشَّنَّةُ القِرْبَةُ البالية، وكراهةُ السؤال عن رسول الله صلعم يحتمل أن يكون خوفًا على رسول الله، وخوفًا مِن مخالفة إرادته، وخوفًا على نفسه أن يعرض بها الإهانة قبل معرفة الأمر.
          وقوله: (أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ؟) أي ما حانَ، وقال أبو بكرٍ في الهجرة: أمَا نال الرَّحِيل، قال الدَّاوديُّ: نالَ وآنَ وآلَ بمعنًى واحدٍ، و(يَقْفُوهُ) يتبعُهُ.
          وقوله: (حَتَّى دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلعم وَدَخَلْتُ مَعَهُ) استنبط منه الدَّاوديُّ الدخولَ بدخول المتقدِّمِ قال: وهذا قبل الاستئذان وهو عجيبٌ منه، فإنَّهُ كان حينئذٍ كافرًا وكانوا مُختَفين، ولا تؤخذ الأحكام في مثل هذا كما نبَّه عليه ابن التِّين.
          وقوله: (لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيهِمْ) أي في جميعهم، قال ابن فارسٍ: يُقَال: هو نازلٌ بين ظهرانَيهم وظهريهم، ولا يُقَال: بين ظهرانِيهم يريد بكسر النُّون.