التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب أتباع الأنصار

          ░6▒ (بَابُ أَتْبَاعِ الأَنْصَارِ)
          3787- ذكر فيه حديثَ شُعْبَةَ: (عَنْ عَمْرٍو سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ☺ قَالَ: قَالَتِ الأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِكُلِّ نَبِيٍّ أَتْبَاعٌ، وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا فَدَعَا بِهِ، فَنَمَيْتُ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَدْ زَعَمَ ذَاكَ زَيْدٌ).
          3788- وبه عن أبي حَمْزَةَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: (قَالَتِ الأَنْصَارُ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ أَتْبَاعًا...) إلى قوله: (مِنَّا، قَالَ النَّبِيُّ صلعم: اللهُمَّ اجْعَلْ أَتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ. قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُهُ لاِبْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَدْ زَعَمَ ذَاكَ زَيْدٌ. قال شُعْبَةُ: أظنُّهُ زَيْدَ بن أرقَمَ).
          الشرح: (عَمْرٌو) هو ابنُ مُرَّةَ بن عبدِ اللهِ أبو عبد الله الجَمَلِيُّ، أحد الأعلام، الكوفيُّ الضَّرير، قال أبو حاتمٍ: ثِقَةٌ يرى الإرجاءَ، مات سنة ست عشرة ومائة، وأَبُو حَمْزَةَ اسمه طلحةُ بن يزيدَ، مولى قَرَظَةَ بن كعبٍ الأنصاريِّ الكوفيِّ، مِن أفراد البخاريِّ، روى عن حُذَيفَةَ مرسلًا وعن زيد بن أرقَمَ، وعنه عَمْرُو بن مُرَّةَ فقط.
          وقوله: (فَنَمَيْتُ) هو بفتح الميم، أي أسندتُه، وقال ابن فارسٍ: نَمَيْتُ الحديثَ بالتخفيف أسندُته، وبالتشديد أشعتُهُ، وقال الهَرَوِيُّ: نَمَيْتُ بالتخفيف إذا بلَّغْتَهُ على وجهِ الإصلاح والخير، والتَّشديد إذا بلَّغْتَه على وجه النَّميمة وإفساد ذات البَيْن.
          وفيه ما ترجم له وهو ظاهرٌ.