شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من ترك العصر

          ░15▒ باب: مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ.
          فيه: بُرَيْدَة: أنه قَالَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ: (بَكِّرُوا بِصَلاةِ الْعَصْرِ، فَإِنَّ النبي صلعم قَالَ: مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ، فَقَدْ(1) حَبِطَ عَمَلُهُ). [خ¦553]
          قال المُهَلَّب: معناه(2) من تركها مضيِّعًا لها، متهاونًا بفضل وقتها مع قدرتِه على أدائها، فحبط(3) عملُه في الصلاة خاصَّة، أي: لا يحصل على(4) أجر المصلِّي في وقتها ولا يكون له عمل ترفعُه الملائكة. قال الطبريُّ: فإن قيل: ما معنى قولِه: (بَكِّرُوا بِصَلاةِ الْعَصْرِ) في يوم الغيم، ولا سبيل إلى معرفة أوقات النهار لارتفاع الأدلَّة على ذلك بالغيم الساتر عين الشمس؟ قال(5): ذلك أمرٌ منه صلعم بالبكور علَّها(6) على التحري والأغلب عند المتحرِّي لا على إحاطة نفس(7) العلم بإصابة أوِّل وقتها؛ لأن أوقات الصلوات لا تدرك في يوم الغيم إلَّا بالتحري والعلمِ الظاهر.


[1] قوله: ((فقد)) ليس في (م).
[2] في (م): ((قال المهلب: قوله من ترك صلاة العصر أي)).
[3] في (م): ((فيحبط)).
[4] في (م): ((له)).
[5] في (م): ((قيل)).
[6] في(م) و(ص): ((بها)).
[7] في (م) صورتها: ((تعيُّن)).