شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب المصلى يناجى ربه عز وجل

          ░8▒ بَابُ: المُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ.
          فيهِ(1): (أَنَّ النَّبيَّ(2) صلعم قَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى يُنَاجِي(3) رَبَّهُ(4)، فَلا يَتْفِلَنَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى).
          فيهِ: فضل الصَّلاة على سائر الأعمال؛ لأنَّ مناجاة الله(5) لا تحصل للعبد إلَّا في الصَّلاة خاصَّة، فينبغي له إحضار النِّيَّة فيها(6) وترك خواطر الاشتغال عنها، ولزوم الخُشُوع ولا يقدر على ذلك إلَّا بعون الله(7).
          وقال بعض الصَّالحين: إذا قُمْتَ في(8) الصَّلاةِ فاعلَمْ أنَّ الله تعالى يُقْبِلُ(9) عليك، فأَقبِلْ على من هو مُقبلٌ عليك(10)، واعْلَمْ أنَّه قريبٌ منك، ناظرٌ إليك، فإذا ركعت فلا تأمل أنَّك ترفع(11)، وإذا رفعت فلا تأمل أنَّك تضع، ومَثِّلِ الجنَّةَ عن يمينك والنَّار عن شمالك والصِّراط تحت قدمِكَ، فإذا فعلتَ كنتَ مُصَلِّيًا. [خ¦531]


[1] زاد في (م) و(ص): ((أنس)).
[2] في (ص): ((الرسول)).
[3] في (م): ((ناجى)).
[4] زاد في (م): ((╡)).
[5] زاد في (م): ((╡)).
[6] قوله: ((فيها)) ليس في (ص).
[7] زاد في المطبوع و(م) و(ص): ((له)).
[8] في المطبوع و(ص): ((إلى)).
[9] في (ص): ((مقبل)).
[10] في (م): ((من هو عليك مقبل)).
[11] في (م): ((تركع)).