شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب تسليم القليل على الكثير

          ░4▒ بَابُ تَسْلِيمِ القَلِيلِ عَلَى الكَثِيرِ
          وفيه: أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلعم: (يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ على الْكَبِيرِ وَالْمَارُّ على الْقَاعِدِ وَالْقَلِيلُ على الْكَثِيرِ). [خ¦6231]
          وترجم له: بَابُ تَسْلِيمِ الرَّاكِبِ عَلَى المَاشِي، وقال فيه عن النَّبيِّ صلعم: (يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي، وَالمَاشِي عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ).
          قال المهلَّب: هذه آدابٌ من النَّبيِّ صلعم، وأما وجه تسليم الصغير على الكبير فمن أجل حقِّ الكبير على الصغير أمر الصغير بالتواضع له والتوقير، وتسليم المارِّ على القاعد هو من باب الداخل على القوم فعليه أن يبدأهم بالسلام، وكذلك فعل آدم بالملائكة حين قيل له: ((اذهب فسلِّم على أولئك نفرٍ من الملائكة جلوسٍ))، وتسليم القليل على الكثير من باب التواضع أيضًا؛ لأنَّ حقَّ الكثير أعظم من حقِّ القليل، وكذلك فعل أيضًا آدم ◙، كان وحده والملأ من الملائكة كثيرٌ حين أُمر بالسلام عليهم.
          وسلام الراكب على الماشي لئلَّا يتكبَّر بركوبه على الماشي فأُمِر بالتواضع له.