عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب وسم الإمام إبل الصدقة بيده
  
              

          ░69▒ (ص) باب وَسْمِ الإِمَامِ إِبِلَ الصَّدَقَةِ بِيَدِهِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكرِ وَسْمِ الإمام...؛ وهو الإمام الأعظم، و(الوَسْمُ) بفتح الواو، وهو التأثير بعلامةٍ، وهو الكيُّ وقطع الأذن، وأصلُه مِنَ السِّمَة؛ وهي العلامة، كذا قاله الكَرْمَانِيُّ.
          قُلْت: كيف يكونُ (الوَسْم) مِنَ (السِّمة) وكلاهما مصدرٌ؟ يقال: وسَم يَسِم وَسْمًا وسِمَةً، أصلُه (وَسْمَة)، فلمَّا حُذِفتِ الواوُ منه إتْباعًا لفعله؛ لأنَّ أصل (يَسِم) (يَوْسِم) حُذِفتِ الواوُ لوقوعها بين الْيَاء والكسرة، فحُذِفت في (سِمة) أَيْضًا، وعوِّضت عنها التَّاء؛ كما فُعِلَ هكذا في (باب وَعَدَ يعِدُ عِدةً)، وقوله: (وَقَطْعِ الأُذنِ) فيه نظر؛ لأنَّ قَطْعَ الأُذنَ مِنَ المُثلة، ولا يسمَّى وَسْمًا، يقال: وسَمه؛ إذا أَثَّرَ فِيه بِكَيٍّ.