عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب تطوع قيام رمضان من الإيمان
  
              

          ░27▒ (ص) بابٌ: تَطَوُّعُ قِيامِ رَمَضَانَ مِنَ الإيمان.
          (ش) أي: هذا بابٌ.
          قولُه: (تَطَوُّعُ) مرفوعٌ بالابتداء مضافٌ إلى ما بعدَه، وخبرُهُ قولُه: (مِنَ الإِيمَانِ)، وفي بعضِ النُّسَخِ: <بابُ تطوُّعِ قيامِ شهرِ رمضانَ> والتطوُّعُ: (تَفَعُّلٌ)، ومعناه: التَّكلُّفُ بالطاعة، والتَّطوُّعُ بالشيء: التبرُّعُ به، وفي الاصطلاح: التَّنَفُّل، والمرادُ من (القِيَامِ) هو القيامُ بالطَّاعة في لَيالِيهِ، وقد ذكرْنَا وجهَ تَخَلُّلِ (بابِ الجهادِ من الإيمان) بين هذا الباب و(بابِ قيام ليلة القدر مِنَ الإيمان)، و(رَمَضَانُ) في الأصل مَصدَرُ (رَمِضَ) ؛ إذا احترقَ، من الرَّمْضَاء، ثُمَّ جُعِلَ عَلَمًا لهذا الشهرِ، ومُنِعَ الصَّرْفَ؛ للتَّعريفِ والألف والنُّون، ولَمَّا نقلوا أسماءَ الشهور عن اللُّغة القديمة؛ سمَّوها بالأزمنة التي وقعتْ فيها، فوافقَ هذا الشَّهرُ أيامَ رَمْضِ الحَرِّ.