عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الحياء من الإيمان
  
              

          ░16▒ (ص) بابٌ: الحَياءُ مِنَ الإيمانِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ، و(البابُ) مُنوَّنٌ، و(الحياءُ) مَرفوعٌ، سواء أَضَفْتَ إليه (البابَ) أم لا؛ لأنَّهُ مُبتدأٌ، و(من الإيمانِ) خَبرُه.
          فإنْ قُلتَ: قد قُلْتَ: إنَّ (البابَ) مُنوَّنٌ، ولا شكَّ أنَّهُ خَبَرُ مبتدأٍ مَحذوفٍ، فيكونُ جُملَةً، وقولُهُ: (الحياءُ من الإيمانِ) جملَة أُخْرى، وعلى تقديرِ عَدم الإضافَةِ؛ ما الرَّابِطَةُ بين الجملتَين؟
          قلتُ: هِيَ مَحذوفَةٌ؛ تقدير الكلام: هذا بابٌ فيه الحياء من الإيمانِ؛ يعني: بيانُ أنَّ الحياءَ من الإيمانِ.
          وبيان تفسير (الحياءِ) ووجه كونه من الإيمانِ قد تقدَّما في (بابِ أمور الإيمانِ).
          وجهُ المناسبَةِ بين البابين: أنَّ في الباب الأوَّل بيانَ تفاضُل الإيمانِ في الأعمال، وهذا البابُ أيضًا فيه من جُملَةِ ما يَفضل به الإيمان؛ وهو الحياءُ الذي يَحجُبُ صاحبه عن أشياء مُنكرَةٍ عندَ الله وعند الخَلقِ.