عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قول النبي: بني الإسلام على خمس
  
              

          ░1▒ (ص) بابُ قَولِ النَّبِيِّ صلعم : «بُنِي الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ».
          (ش) / أي: هذا بابٌ فِي ذِكْرِ قَولِ النَّبِيِّ صلعم : («بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ»)، فيكونُ ارتفاعُ (باب) على أنَّهُ خَبَرُ مُبتدأٍ مَحذوفٍ، ويجوزُ النَّصبُ على: خُذ بابَ قولِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصلاة والسَّلام، وفي بعضِ النُّسَخ: <باب الإيمان وقولِ النَّبِيِّ صلعم : «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ»> والأولى أصحُّ؛ لأنَّهُ ذَكَرَ أولًا (كتاب الإيمان)، ولا يناسب بَعدَهُ إلَّا الأبواب التي تَدلُّ على الأنواعِ، وذِكْرُ (باب الإيمان) بعد ذِكر (كتاب الإيمان) لا طائلَ تَحته على ما لا يَخفى، وليسَ في روايَةِ الأَصِيلِيِّ ذكرُ لفظِ <باب> وقد أخرَجَ قولهُ عليه الصلاة والسَّلام: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ...»؛ الحديث هنا مُسندًا، وفي غيرِهِ أيضًا على ما نبيِّنهُ عن قريبٍ إن شاء الله تعالى.
          وقال بعضُهم: واقتصارُهُ على طَرفِهِ مِن تسميَةِ الشَّيء باسمِ بعضِهِ.
          قلتُ: لا تَسميَةَ هُنا، ولا إطلاقَ اسم بعض الشَّيء على الشَّيءِ، وإنَّما البُخاريُّ لَمَّا أرادَ أن يُبوِّب على هذا الحديث بابًا؛ ذكر أوَّلًا بعضَه؛ لأجل التَّبويب، واكتفى عن ذكر كلِّه عند الباب بذكرِهِ إيَّاه مُسندًا فيما بعدُ؛ فافهم.