نجاح القاري لصحيح البخاري

باب النفث في الرقية

          ░39▒ (بابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ) بفتح النون وسكون الفاء وبالمثلثة، وهو كالنَّفخ، وأقل من التَّفل معه ريق قليل، أو بلا ريقٍ. وفي هذه التَّرجمة إشارةٌ إلى الرَّدِّ على من كره النَّفث مطلقًا كالأسود بن يزيد أحد التَّابعين تمسُّكًا بقوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق:4]، وعلى من كره النَّفث عند قراءة القرآن خاصَّةً كإبراهيم النَّخعي. أخرج ذلك ابن أبي شيبة وغيره، فأمَّا الأسود فلا حجَّة له في ذلك؛ لأنَّ المذموم ما كان من نفث السَّحرة، وأهل الباطل، ولا يلزم منه ذمُّ النَّفث مطلقًا، ولاسيَّما بعد ثبوته في الأحاديث الصَّحيحة.
          وأمَّا النَّخعي فالحجَّة عليه ما ثبت في حديث أبي سعيدٍ الخدري ثالث أحاديث الباب [خ¦5749] فقد قصُّوا على النَّبي صلعم القصَّة، وفيه: أنَّه قرأ بفاتحة الكتاب وتفل، ولم ينكر ذلك صلعم فكان حجَّةً عليه، وكذا الحديث الثَّاني فهو واضحٌ من فعله صلعم [خ¦5748].