نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الحجامة على الرأس

          ░14▒ (بابُ الْحِجَامَةِ عَلَى الرَّأْسِ) ورد في فضل الجماعة على الرَّأس حديثٌ ضعيفٌ أخرجه ابن عدي من طريق عمر بن رباح عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عبَّاس ☻ رفعه: ((الحجامة في الرَّأس تنفعُ من سبعٍ: من الجنون، والجذام، والبرص، والنُّعاس، والصُّداع، ووجع الضِّرس، والعين))، وعمر متروك، رماه الفلَّاس وغيره: بالكذب، ولكن قال الأطباء: إنَّ الحجامة في وسط الرَّأس نافعةٌ جدًا.
          وقد ثبت أنَّه صلعم فعلها كما في أوَّل حديثي الباب وآخرهما، وإن كان مطلقًا فهو مقيَّدٌ بأوَّلهما. ووردَ: أنَّه صلعم احتجم أيضًا في الأخدعين والكاهل. أخرجه التِّرمذي وحسَّنه، وأبو داود، وابن ماجه، وصحَّحه الحاكم.
          قال أهلُ العلم بالطِّب: فصدَ الباسِليق ينفعُ حرارة الكبد والطِّحال والرِّئة، ومن الشَّوصة وذات الجنب (1) / وسائر الأمراض الدَّموية العارضة من أسفل الرُّكبة إلى الورك، وفصد الأكحل ينفعُ الإمتلاء العارض في جميع البدن إذا كان دمويًّا، ولاسيَّما إن كان فسد، وفَصْد القيفال ينفع من علل الرَّأس والرَّقبة إذا كثر الدَّم، أو فسدَ، وفَصْد الودجَين لوجع الطِّحال والرَّبو ووجع الجبين.
          والحجامة على الكاهل تنفع من وجع المنكب والحَلْق، وتنوب عن فَصْد الباسِليق، والحجامة على الأخدعين تنفعُ من أمراض الرَّأس والوجه كالأُذنين والعينين والأسنان والأنف والحلق، وتنوبُ عن فصد القيفال، والحجامة تحت الذَّقن تنفعُ من وجع الأسنان والوجه والحلقوم، وتنقِّي الرَّأس.
          والحجامةُ على ظهرِ القدم تنوبُ عن فصد الصَّافن، وهو عرقٌ عند الكعب، وتنفعُ من قروح الفخذين والسَّاقين، وانقطاع الطَّمث، والحكَّة العارضة في الأنثيين. والحجامة على أسفل الصَّدر نافعةٌ من دماملِ الفخذ، وجَرَبِهِ، وبثوره، ومن النُّقرس والبواسير، وداء الفيل، وحكَّة الظَّهر.
          ومحلُّ ذلك كله إذا كان عن دمٍ هائجٍ وصادف وقت الاحتياج إليه، والحجامةُ على المقعدة تنفعُ الأمعاء، وفسادَ الحيض، والله تعالى أعلم.


[1] في هامش الأصل: كاهل ما بين الكتفين، الشوصة داء ينعقد في الأضلاع.