نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء

          ░1▒ (بابٌ) سقط لفظ: «باب» في رواية أبي ذرٍّ. وقال الحافظُ العسقلاني: لم أرَ لفظ ((باب)) في نسخ «الصحيح» إلَّا في رواية النَّسفي.
          (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً) أي: دواء، وجمعه: أشفية، وجمع الجمع أشافٍ وشفاه: براه وطلب له الشِّفاء، كأشفاه الدَّاء والدَّواء كلاهما بفتح الدال وبالمد، وحكي: كسر دال الدّواء، والفتح أفصح، قاله القرطبي.
          والشِّفاء: ممدود، والمعنى: ما أصاب أحدًا بداء إلَّا قدَّر له دواء، أو المراد بإنزالهِ / إنزال الملائكة الموكَّلين بمباشرة مخلوقات الأرض من الدَّاء والدَّواء، كذا قال الكرماني. فعلى الأوَّل المراد بالإنزال التَّقدير، وعلى الثَّاني إنزال عِلْمِ ذلك على لسان المَلَك للنَّبي مثلًا، أو الإلهام لغيره.
          قال الكرمانيُّ: فإن قلتَ: نحن نجدُ كثيرًا من المرضى يتداوونَ ولا يبرؤون؟
          قلت: إنَّما جاء ذلك من جهةِ الجهل بحقيقةِ المداواة، أو بتشخيصِ الدَّاء، لا لفقد الدَّواء. انتهى. وسيجيء ما يتعلَّق بذلك [خ¦5678].