نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ذات الجنب

          ░26▒ (بابُ) ذكر دواء (ذَاتِ الْجَنْبِ) هو: ورمٌ حارٌّ يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، وقد يُطلق على ما يعرض في نواحي الجنب من رياحٍ غليظةٍ تحتقن بين الصِّفَاقات، والعضل (1) التي في الصُّدور / والأضلاع، فتُحدِث وجعًا، فالأوَّل هو ذات الجنب الحقيقي الَّذي تكلَّم عليه الأطباء قالوا: ويحدث بسببهِ خمسة أعراض: الحمى والسُّعال والنَّخس وضيق النَّفس والنَّبض المنشاري.
          ويقال لذات الجنب أيضًا: وجعُ الخاصرة، وهي من الأمراض المُخوِّفة؛ لأنَّها تَحْدُث بين القلب والكبد وهي من سيِّئ الأسقام، ولهذا قال صلعم : ((ما كان الله ليسلِّطها عليَّ)). والمراد بذات الجنب في حديثي الباب الثَّاني: ممَّا فسَّر به ذات الجنب؛ لأنَّ القسطَ، وهو العود الهنديُّ_كما تقدَّم بيانه قريبًا [خ¦5692]_ هو الذي يُداوىَ به الرِّيح الغليظة.
          قال المسبِّحيُّ: العود حارٌّ يابسٌ قابض، يحبس البطن ويقوِّي الأعضاء الباطنة، ويطرد الرِّيح ويفتح السُّدَد ويُذهب فضل الرطوبة. قال: ويجوز أن ينفعَ القسط من ذوات الجنب الحقيقي أيضًا إذا كانت ناشئةً عن مادَّةٍ بلغميَّةٍ، ولاسيَّما في وقت انحطاط العلَّة.


[1] في هامش الأصل: الصفاق: الجلد الأسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر. جوهري. العضلة: كل عصبة معها لحم غليظ. قاموس.