نجاح القاري لصحيح البخاري

باب المن شفاء للعين

          ░20▒ (بابٌ الْمَنُّ شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ) كذا في رواية الأكثر، وفي رواية الأَصيلي: <شفاء من العين>؛ أي: من داء العين. والمَنُّ: _بفتح الميم وتشديد النون_ كلُّ طلٍّ ينزلُ من السَّماء على شجرٍ أو حجرٍ ويحلو، وينعقد عسلًا، ويجف جفاف الصَّمغ كالتَّرنجبين.
          والمعروف بالمنِّ: ما وقع على شجر البلوط، معتدلٌ نافع للسُّعال الرُّطب والصَّدر والرِّئة، وهو الذي كان ينزلُ من السَّماء على بني إسرائيل، وليس المراد بالمنِّ المصدر الذي بمعنى الامتنان، وإنَّما أطلقَ على المنِّ شفاء؛ لأنَّ الخبرَ ورد: ((إنَّ الكمأةَ مِنَّةٌ، وفيها شفاءٌ)) فإذا ثبتَ الوصف للفرع كان ثُبوته للأصل أولى، ووجه كونه شفاء للعين / أنَّه يربِّي به الكحلَ والتُّوتياء ونحوهما ممَّا يُكتحلُ به، فينتفع بذلك، وليس بأن يكتحلَ به وحده؛ لأنَّه يُؤذي العين ويُعْديها.