إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ألم أنبأ أنك تقوم الليل وتصوم

          3419- وبه قال: (حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ يَحْيَى) بن صفوان السُّلَمِيُّ المقرئ الكوفيُّ _سكن مكَّة_ قال: (حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ) بكسر الميم وسكون السِّين وفتح العين المهملتين، ابن كِدَام _بكسر أوَّله وتخفيف ثانيه_ الهلاليُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ) بفتح الحاء المهملة، واسم أبي ثابتٍ قيسٌ الكوفيُّ (عَنْ أَبِي العَبَّاسِ) السَّائب الأعمى الشَّاعر (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ) أنَّه (قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ) ولأبي ذرٍّ: ”النَّبيُّ“ ( صلعم : أَلَمْ أُنَبَّأْ) بضمِّ‼ الهمزة وفتح النُّون وتشديد الموحَّدة (أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ) كلَّه (وَتَصُومُ النَّهَارَ؟) ثبت لفظ «النَّهار» لأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ (فَقُلْتُ: نَعَمْ) سقط لفظ «نعم» لأبي ذرٍّ (فَقَالَ) ╕ : (فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ العَيْنُ) بفتح الهاء والجيم والميم، أي: غارت وضعف بصرها (وَنَفِهَتِ النَّفْسُ) بفتح النُّون وكسر الفاء، تعبت وكلَّت (صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ) ثالث عشره وتالييه (فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ) لأنَّ الحسنة بعشر أمثالها (أَو كَصَوْمِ الدَّهْرِ) شكَّ الرَّاوي. قال عبد الله: (قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ بِي(1) _قَالَ مِسْعَرٌ: يَعْنِي: قُوَّةً_) على ذلك، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”أجدني“ بالنُّون بدل الموحَّدة (قَالَ) ╕ : (فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ ◙ ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا) وهو أفضل(2)، لما فيه من(3) زيادة المشقَّة، وأفضل العبادات أشقُّها بخلاف صوم الدَّهر؛ فإنَّ الطَّبيعة تعتاده فيسهل عليها. وفي «اليونينيَّة»: ”وكان يصوم“(4) بإثبات الواو وأسقطها(5) في الفرع (وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى) العدوَّ، لأنَّه يستعين بيوم فطره على يوم صومه، فلا يضعفه ذلك عن لقاء عدوِّه.


[1] في (د): «لي» وهو تحريفٌ.
[2] «وهو أفضل»: ليس في (د).
[3] «من»: ليس في (د).
[4] زيد في (م): «يومًا ويفطر يومًا».
[5] في (ص) و(م): «وإسقاطها».