إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: عرضت علي الأمم ورأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق

          3410- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مسرهدٍ قال: (حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ) بضمِّ الحاء وفتح الصَّاد المهملتين، و«نُمَيرٍ» بضمِّ النُّون وفتح الميم مُصغَّرين، الواسطيُّ (عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بضمِّ الحاء مُصغَّرًا أيضًا، السُّلَمِيِّ الكوفيِّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ ) أنَّه (قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ) ولأبي ذرٍّ: ”رسول الله“ ( صلعم يَوْمًا، قَالَ) ولأبي ذرٍّ: ”فقال“: (عُرِضَتْ) بضمِّ العين مبنيًّا للمفعول (عَلَيَّ) بتشديد الياء (الأُمَمُ) بالرَّفع مفعولًا ناب عن الفاعل. وعند التِّرمذيِّ والنَّسائيِّ من رواية عبثر بن القاسم بمُوحَّدةٍ ثمَّ مُثلَّثةٍ، بوزن «جعفرٍ» في روايته عن حُصَين بن عبد الرحمن: أنَّ ذلك كان ليلة الإسراء، ولفظه: «لمَّا أُسرِي بالنَّبيِّ صلعم جعل يمرُّ بالنَّبيِّ...» الحديث، فإن(1) كان هذا محفوظًا ففيه دلالةٌ لمن ذهب إلى تعدُّد الإسراء، وأنَّ الَّذي وقع بالمدينة غير الَّذي وقع بمكَّة، لكنَّ الإسراء الواقع _وهو بالمدينة_ ليس فيه ما وقع بمكَّة، من استفتاح أبواب السَّموات بابًا بابًا إلى غير ذلك (وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ) أي: ناحية السَّماء، والسَّواد _ضدُّ البياض_ هو الشَّخص الَّذي يُرى من بعيدٍ، ووصفه بالكثير إشارةً إلى أنَّ المراد: الجنس لا الواحد (فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ) وفي حديث ابن مسعودٍ عند أحمد: «حتَّى مرَّ على موسى في كبكبةٍ، أي: جماعةٍ من بني إسرائيل، فأعجبني فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هو أخوك موسى معه بنو إسرائيل».
          وقد ساق المؤلِّف هذا الحديث هنا مختصرًا جدًا، وأخرجه مُطوَّلًا في «الطِّبِّ» [خ¦5705] و«الرِّقاق» [خ¦6541]، وأخرجه مسلمٌ في «الإيمان»، والتِّرمذيُّ في «الزُّهد»، والنَّسائيُّ في «الطِّبِّ».


[1] في (د): «فإذا».